الإزعاج من شدة الخوف والفزع ، أو من كثرة الأعداء.
فائدة :
قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر (الظنونا) بإثبات ألف بعد النون ، وبعد لام الرسول ، في قوله (وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) [الأحزاب : ٦٦] ، ولام السبيل ، في قوله (فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) [الأحزاب : ٦٧] ، وصلا ووقفا ، موافقة للرسم. لأن هذه الثلاثة رسمت في المصحف ، كذلك. وأيضا فإن هذه الألف تشبه هاء السكت لبيان الحركة. وهاء السكت تثبت وقفا للحاجة إليها. وقد ثبتت وصلا إجراء للوصل مجرى الوقف ، فكذلك هذه الألف. وقرأ أبو عمرو وحمزة بحذفها في الحالين. لأنها لا أصل لها. وقولهم (أجريت الفواصل مجرى القوافي) غير معتدّ به. لأن القوافي يلزم الوقف عليها غالبا. والفواصل لا يلزم ذلك فيها ، فلا تشبه بها ،. والباقون بإثباتها وقفا ، وحذفها وصلا ، إجراء للفواصل مجرى القوافي ، في ثبوت ألف الإطلاق. ولأنها كهاء السكت. وهي تثبت وقفا ، وتحذف وصلا ، أفاده السمين.
ثم أشار تعالى إلى ما ظهر من المنافقين في تلك الشدة ، بقوله سبحانه (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) أي شبهة. تنفسا بما يجدونه من الوسواس في نفوسهم ، وفرصة لانطلاق ألسنتهم ، بما تكنّ صدورهم. لضعف إيمانهم وشدة ما هم فيه من ضيق الحال ، وحصر العدوّ لهم (ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ) أي من النصر (إِلَّا غُرُوراً) أي باطلا (وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ) أي المنافقين (يا أَهْلَ يَثْرِبَ) وهي أرض المدينة (لا مُقامَ لَكُمْ) بضم الميم وفتحها ، قراءتان. أي لا إقامة لكم بعد اليوم بالمدينة أو نواحيها لغلبة الأعداء (فَارْجِعُوا) أي إلى منازلكم من المدينة هاربين. أو فارجعوا عن الإسلام كفارا ليمكنكم المقام.
فائدة :
(يثرب) من أسماء المدينة. كما في الصحيح (١) : أريت في المنام دار هجرتكم. أرض بين حرتين. فذهب وهلي أنها هجر. فإذا هي يثرب (وفي لفظ : المدينة).
قال ابن كثير : فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد (٢) عن البراء قال : قال
__________________
(١) أخرجه البخاري في : المناقب ، ٢٥ ـ باب علامات النبوة في الإسلام ، حديث رقم ١٧٠٣.
(٢) أخرجه في مسنده ٤ / ٢٨٥.