وقد فصّل عن هذا الأمر العالمُ المحققُ القديرُ السيدُ أبو الحسن الموسوي العاملي في مقال (براءة الغضائري من التسرع بالجرح) نشر في مجلة علوم الحديث الفصلية الصادرة من كلية علوم الحديث في العدد (١٠) الصفحات (٢٠٦ ـ ٢٢٦).
وتاسعاً يقول : «وينسب إليه فرق الشيعة للنوبختي».
نقول :
وهذا أيضاً من التزيّد في الهجوم على سعد ، بلا موجب ، حيثُ إنّ الكاتب يتصوّر أنّ عنوان كتاب فرق الشيعة خاصّ بما كتبه النوبختيّ فقط ، وكأنّه ليس لأحد من معاصريه أو من سبقه أو لحقه أنْ يؤلّف كتاباً باسم فرق الشيعة إلاّ أن يكون كتاب النوبختي.
ومع تصريح الشيخ النجاشي بأنّ سعداً له كتاب فرق الشيعة فأيّ وجه لتلك المزعومة السخيفة؟
ثمّ إنّ لسعد بن عبـد الله كتاباً باسم مقالات الإماميّة ذكره له الشيخان الطوسي والنجاشي وغيرهما ، وقد طبع في طهران باسم المقالات والفرق بتحقيق الدكتور محمّـد جواد مشكور.
وأمّا النسبة بين كتاب سعد هذا ، وكتاب فرق الشيعة المنسوب إلى النوبختي ، فقد أثاره الدكتور عباس إقبال الآشتياني الطهرانيّ ، في كتابه خاندان نوبختي وناقشه الدكتور مشكور المذكور وغيره ، ودخلنا في هذه المعمعة وتوصّلنا إلى نتيجة متفاوتة حاصلها : إنّ كتاب سعد هو (أصيلٌ) ومستقلّ ، وهو من عينة تُراثنا في موضوعه.