الشيعة أنفسهم.
قال العلاّمة السيّد محمّـد كلانتر في تعليقته على كتاب الروضة البهية(١) وعند ذكره للعلاّمة الحلّي :
«... وهو المؤسّس للفقه المقارن بين المذاهب الإسلامية ، وصاحب التحرير والقواعد الفقهية ، في منتهى الإتقان والإجادة».
وتوضّحت ملامح المدرسة الحلّية بأعمال هؤلاء العمالقة المجتهدين وكيفية تطويرهم لمناهج البحث الفقهي الإسلامي عموماً والفقه الشيعي الإمامي خصوصاً.
يقول الشيخ محمّـد مهدي الآصفي في مقدّمته لكتاب الروضة البهية(٢) :
«وقد قُدِّر للمحقّق الحلّي أن يجدّد كثيراً في مناهج البحث الفقهي والأُصولي وأن يكون رائد هذه المدرسة ، ويكفي في فضله على المدرسة الفقهية أنّه ربَّى تلميذاً بمستوى العلاّمة الحلّي ، وأنّه خلّف كتباً قيّمة في الفقه لا يزال الفقهاء يتناولوها ويتعاطونها باعتزاز كـ : شرائع الإسلام في مجلّدين وكتاب النافع ... إلى قوله : وقد قُدِّر للعلاّمة الحلّي بفضل ما أوتي من نبوغ وبفضل أستاذه الكبير المحقّق الحلّي وجهوده الخاصّة أن يساهم مساهمة فعّالة في تطوير مناهج الفقه والأُصول وأن يوسّع دراسة الفقه ، وتعتبر موسوعة العلاّمة الحلّي الفقهية الجليلة التذكرة أوّل موسوعة فقهية من نوعها في تاريخ تطوّر الفقه الشيعي من حيث السعة والمقارنة والشمول وتطوّر مناهج البحث».
__________________
(١) الروضة البهية ١ / ٥٧.
(٢) الروضة البهية : ٧٠ ، المقدمة.