عالماً بالأدب مغالياً في التشيَّع ، له شعر جيّد أكثره في مديح أهل البيت ، وله غزل رقيق ، مات سنة خمس وستين وخمسمائة وقد ناهز المائة ، ومن شعره :
قمرٌ أقام قيامتي بقوامه |
|
لِمَ لا يجود لمهجتي بذمامه |
ملَّكْتهُ كبدي فأتلف مهجتي |
|
بجمال بهجته وحسن كلامه» |
وحكى الخاقاني في شعراء الحلّة قول العماد الأصبهاني في المترجم له قائلاً :
«مغالياً في التشيّع حالياً بالتورّع ، غالياً في المذهب ، عالياً في الأدب ، معلّماً في المكتب ، مقدّماً في التعصّب ، ثمّ أسنّ حتّى جاوز حدّ الهرم وذهب بصره وعاد وجوده شبيه العدم ، وأناف على التسعين ، وآخر عهدي به في درب صالح ببغداد سنة (٥٦٢ هـ). وقال : ثمّ سمعت بأنّه لحق بالأوّلين.
قال الخاقاني معقّباً : وجاء ذكره في بعض المقالات للدكتور مصطفى جواد أنّه كان أديباً شاعراً ونحويّاً فاضلاً ومؤدّباً بارعاً من أدباء الشيعة المشهورين ، أقام بعد النيل ببغداد لقيام سوق الأدب فيها في أواسط القرن السادس وهو من أهله. وقال : وكلّ من ذكره بعد عماد الدين الأصبهاني إنّما عيال عليه وطالب إليه ...».
وذكره السيّد حسن الصدر في كتاب الشيعة وفنون الإسلام(١) قائلاً :
«... ومنهم سعد بن أحمد بن مكّي النيلي المؤدّب الكاتب المعروف والشاعر الموصوف ، عالم بالأدب والنحو واللغة ، ذكره العماد
__________________
(١) الشيعة وفنون الإسلام : ٩٩.