البيان ، لا سيّما في يوم الغدير(١) مع حضور ذلك الجمّ الغفير ، وقال أيضاً : «إنّ الإمامة بعد عليّ عليهالسلاملابنه الحسن عليهالسلام ثمّ للحسين عليهالسلام ثمّ إلى باقي الأئمّة التسعة الذين آخرهم صاحب الأمر(٢) ، وإمام الدهر والعصر الإمام المؤتمن الحجّة ابن الحسن ، لما علم أنّ (الأُمّة ستفترق بعده على نيف وسبعين فرقة ، كما افترقت الأُمم السابقة)(٣) ولا تنجو من تلك إلاّ الفرقة المحقّة وهي من اتّبعت الأئمّة الميامين وأخذت أحكامها من المعصومين وتبرّأت من الفرقة العدوية(٤) والتيمية(٥) والأُمويّة(٦) وغيرها من الفرق الرديّة(٧) ، يؤيّد ذلك بياناً ويكشفُه برهاناً ، قولُ أصدق القائلين : (وَمَا
__________________
(١) وهو يوم ثماني عشر من ذي حجّة ، أخذ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بيد عليّ بن أبي طالب فقال : «ألست وليّ المؤمنين؟» ، قالوا : بلى يا رسول الله. قال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» ، فقال عمر بن الخطّاب بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم. ينظر ، الأميني ، عبـد الحسين بن أحمد ، الغدير ، دار الكتاب العربي ، بيروت : ١٩٧٧ ، ١/٩ ـ ١٤.
(٢) ينظر ، الطبرسي ، أحمد بن عليّ ، الاحتجاج ، دار الاُسوة للطباعة والنشر ، قم : ١٤٢٤ ، ١/١٦٨ ـ ١٦٩.
(٣) ينظر الكليني ، محمّـد بن يعقوب ، الكافي ، دار الكتب الإسلامية ـ طهران : ١٣٨٨ هـ ، ٨/٢٢٤ ، الصدوق ، محمّـد بن بابويه ، الخصال ، مكتبة الصدوق ، طهران : ١٣٨٩ ، ٥٨٤.
(٤) الفرقة العدوية : يقصد بهم قوم عمر بن الخطّاب الذي ينتسب إلى الخطّاب بن نفيل بن عبـد العزّى بن رباح بن عبـد الله قُرط بن رزاح بن عديّ بن كعب.
(٥) وأمّا التيمية يقصد بهم قوم أبو بكر الصديق الذي ينتسب إلى أبي قحافة (واسمه كتمان) بن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة.
(٦) أمّا الأُموية يقصد به عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أُميّة بن عبـد شمس بن عبـد مناف بن قصيّ بن كلاب ، ينظر : الزبيري ، نسب قريش الطبعة الثانية ، دار المعارف ، مصر : ١٩٧٦ ، ص ٣٤٧ ، ٢٧٥ ، ١٠٠.
(٧) الفرق الرديّة : الفرق المضلّة التي نصبت العداء للأئمّة أمثال الخوارج والغلاة والمنتحلين لمذهب الإمامية مثل الإسماعيلية والزيدية وغيرهم.