ذَاتِ الوَاجِبِ الحَقِّ ـ جَلّ وَعَلاَ ـ ؛ إذْ لا يُشتَرَطُ فِي كُلِّ اسْم أَنْ يَكُونَ مُشْتَقّاً(١).
__________________
ؤ ـ ٧ ، ومواهب الرحمن ١/١٢ ـ ١٥.
واختلافهم في أصله الاشتقاقي ، غير قادح في إطباقهم على اختصاصه بالواجب العليّ القدير ، لا يطلق إلاّ عليه ، ولا يسمّى به غيره ، بل لا يجوز ذلك بأيّ حال من الأحوال ، ينظر : المصادر المتقدّمة.
(١) قال الخليل بن أحمد (ت ١٨٠ هـ) : «إنّ اسم الله الأكبر هو : الله ، لا إله إلا هو وحده .. و (الله) لا تُطْرَحُ الألفُ من الاسْمِ إنّما هو (الله) على التّمام ، وليس الله من الأسماء الّتي يجوز منها اشتقاق فِعْل ، كما يجوز في (الرحمن الرحيم)» العين : مادّة (أله) ٤/٩٠ ـ ٩١ ، وجاء في تفسير أسماء الله ؛ للزجّاج (ت ٣١١ هـ) : ٢٥ : «واختلفوا فيه هل هو مشتقّ أم غير مشتقّ؟ فذهبت طائفة إلى أنّه مشتقّ ، وذهب جماعة ممّن يوثّق بعلمه إلى أنّه غير مشتقّ وعلى هذا القول المعوّل ولا تعرج على قول من ذهب إلى أنّه مشتقّ من : وَلِه يَوْلَه ؛ وذلك لأنّه لو كان منه لقيل في تفعّل منه : تولّه ؛ لأنّ الواو فيه واو في تولّه ، وفي إجماعهم على أنّه تألّه بالهمز ما يبيّن أنّه ليس من وَلِه ...».
وقال السهيلي (ت ٥٨١ هـ) : «إنّ الاسم [الله] غير مشتقّ من شيء ، وإنّ الألف واللام من نفس الكلمة ألا أنّ الهمزة وصلت لكثرة الاستعمال ، على أنّها فيه جاءت مقطوعة من القسم ، وحكى سيبويه : (أفالله لأفعلنّ) ، في النّداء نحو قولهم : (يالله). فهذا يقوّي أنّها من نفس الكلمة ويدلّك على أنّه غير مشتقّ أنّه سبق الأشياء التي زعموا أنّه مشتقّ منها ، ولا نقول : إن اللفظ قديم ، ولكنّه متقدّم على كلّ لفظ وعبارة ويشهد بصحة ذلك قوله عزّ وجلّ : (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً) [مريم ١٩ : ٦٥]فهذا تنبيه على عدم المادّة المأخوذة منها الاسم» نتائج الفكر في النحو : ٤١.
وفي تاج العروس : مادّة (أله) ٩/٣٧٤ ـ ٣٧٥ : «قال الليث : بلغنا أنّ اسم الله الأكبر هو الله لا إله إلاّ هو وحده ، قلت : وهو قول كثير من العارفين واختلف فيه على عشرين قولاً .. قال شيخنا : بل على أكثر من ثلاثين قولاً ذكرها المتكلّمون على البسملة ، وأصحّها أنّه علم للذّات الواجب الوجود المستجمع لجميع صفات الكمال غير مشتقّ ، وقال ابن العربي : علم دالّ على الإله الحقّ دلالة جامعة لجميع الأسماء الحسنى الإلهية الأحدية ، جمَع جميع الحقائق الوجودية ، وأصله : إلاه ،