ويُعْـزَى(١) هَـذَا المَذْهَبُ إِلَـى الخَلِيْلِ بـنِ أَحْمَـدَ
__________________
كفِعال ، بمعنى : مَألوه ؛ لأنّه مألوه ، أي : معبود ، كقولنا : إِمام فِعال ، بمعنى : مَفعول ؛ لأنّه مؤتمّ به ، فلمّا أُدخلت عليه الألف واللام حُذفت الهمزة ؛ تخفيفاً لكثرته في الكلام ، ولو كانتا عوضاً منها لما اجتمعتا مع المعوّض منه في قولهم : الإلاه وقطعت الهمزة في النّداء ؛ للزومها تفخيماً لهذا الاسم ، هذا نصّ الجوهري ، قال ابن برّي : قول الجوهري : (ولو كانتا عوضاً ... إلى آخره هذا ردّ على أبي علي الفارسي ، لأنّه كان يجعل الألف واللام في اسم الباري سبحانه عوضاً من الهمزة ولا يلزمه ما ذكره الجوهري من قولهم : الإلاه ؛ لأنّ اسم الله لا يجوز فيه الإلاه ولا يكون إلاّ محذوف الهمزة ، تفرّد سبحانه بهذا الاسم لا يشركه فيه غيره ، فإذا قيل : الإلاه انطلق على الله سبحانه وعلى ما يعبد من الأصنام ، وإذا قلت : الله لم ينطلق إلاّ عليه سبحانه وتعالى ، ولهذا جاز أن ينادى اسم الله وفيه لام التّعريف وتقطع همزته ، فيقال : يا الله ، ولا يجوز يا الإلاه على وجه من الوجوه مقطوعة همزته ولا موصولة ..». وينظر : كتاب سيبويه ٢/١٩٥ ، والزينة ٢/١٢ ـ ١٣ ، ومجالس العلماء : ٥٧ ، واشتقاق أسماء الله : ٢٦ ـ ٢٧ ، وتهذيب اللغة : ٦/٤٢١ ـ ٤٢٤ مادّة (أله) ، ومجمع البيان في تفسير القرآن ١/٥٠ ، ومفاتيح الغيب ٢٩/٨٢ ـ ٨٣ ، والجامع لأحكام القرآن ١/١٠٢ ، وشرح الكافية ١/٢٨٠ ، ولسان العرب ١٣/٤٦٧ مادّة (أله) ، وما بعدها ، وتفسير البحر المحيط ١/١٢٤ ـ ١٢٥ ، الإنسان الكامل : ٣٣ ، وشرح المراح : ١٣ ـ ١٤ ، والإتقان ٢/١٠٩ ، والبيان : ٤٥٠ ـ ٤٥٢ ، ومواهب الرحمن ١/١٣.
(١) عزى الطبرسي المذهب هَذَا إِلَى الخليل ، إذ قال ـ بعد أن أورد قولي سيبويه في أصله الاشتقاقيّ ووزنه ـ قال : «فأمّا الكلام في اشتقاقه : فمنهم من قال : إنّه اسم موضع غير مشتقّ ، إذ ليس يجب في كلّ لفظ أن يكون مشتقّاً ، لأنّه لو وجب ذلك لتسلسل ، هذا قول الخليل» مجمع البيان في تفسير القرآن ١/٥١. وكذا في زاد المسير ١/٥ ، ونسبه ابن يعيش إِلَى سيبويه في بعض من أقواله ، قال : «اختلف العلماء فيه [يقصد اللفظ الجليل (الله)]هل هو اسم موضوع أو مشتقّ فذهب سيبويه في بعض أقواله إلى أنّه اسم مرتجل للعلمية غير مشتقّ ، فلا يجوز حذف الألف واللام منه ..» شرح المفصّل ١/٣ ، ونسبه ابن سيده إلى الزجّاج مع الاعتداد به ، فقال : «قال أبو إسحاق إبراهيم بن السرّي الزجّاج .. أكره أن أذكر ما قال النّحويّون