وَأصْلُهُ : لَيِهَ ، فَهُوَ لَيِهٌ ، كـ : (فَرِحَ ، فهو فَرِحٌ). قُلِبَتْ يَاؤُهُ فِي الفِعْلِ وَالصِّفَةِ ألِفاً ؛ لِتَحَرّكِهَا ، وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا فِيْهِمَا مَعاً. فَوَزْنُهُ : (فَعِل) ، ثُمّ زِيدَتْ فِيْهِ (أَلْ) ، فَصَارَ (الله) ، عَلَى وَزْنِ : (اَلْفَعِلُ) ، ثُمّ جُعِلَ عَلَماً عَلَى ذَاتِ البَارِئِ القَادِرِ ـ تَبَاركَ وَتَعَالى.
وَقَدْ يَجيئ فِي كَلامِ العَرَبِ بِحَذْفِ (أَلْ) فِي النِّدَاءِ ، كَقَوْلِ عَبْدِ المُطّلِبِ(١) :
__________________
وإنّما أدخلت عليه الألف واللام للتفخيم والتعظيم فقط. ومن زعم أنّها للتعريف ، فقد أخطأ لأنّ أسماء الله تعالى معارف ، والألف من لاه منقلبة عن ياء ، فأصله إليه كقولهم في معناه : لَهْيَ أبوك. قال سيبويه : نقلت العين إلى موضع اللام ، وجعلت اللام ساكنة إذ صارت في مكان العين ، كما كانت العين ساكنة ، وتركوا آخر الاسم الذي هو (لهي) مفتوحاً ، كما تركوا آخران [آخرابن] مفتوحاً ، وإنّما فعلوا ذلك حيث غيّروه لكثرته في كلامهم ، فغيّروا إعرابه كما غيّروا بناءه. وهذه دلالة قاطعة لظهور الياء في (لهي) : والألف على هذا القول منقلبة كما ترى ، وفي القول الأوّل زائدة ، لأنّها ألف فعال. وتقول العرب أيضا : لاه أبوك ، تريد لله أبوك» مجمع البيان ١/٥٠ ، وقال ابن يعيش (ت ٦٤٣ هـ) : «والقول الثاني من قولي سيبويه أنّ أصله لاه ، ثمّ أدخلت الألف عليه لما ذكرناه ، وجرى مجرى العلم نحو : الحسن والعبّاس ، ونحوهما ممّا أصله الصفة ووزن لاه فَعْل واشتقاقه من : لاه يليه ، إذا تستّر كأنّه سبحانه يسمّى بذلك لاستتاره ، واحتجابه عن إدراك الأبصار ، وألف لاه منقلبة عن ياء يدلّ على ذلك قولهم : لَهْي أبوك. ألا ترى كيف ظهرت الياء لمّا نقلت إلى موضع اللام ؛ وتفخّم اللام تعظيماً إلاّ أن يمنع مانع من كسرة أو ياء قبلها ، نحو : بالله ، ورأيت عبدي الله» شرح المفصّل ١/٣ ـ ٤. ينظر : معاني القرآن ١/٥٣ ، ومفردات ألفاظ القرآن : ٨٣ ، ومشكل إعراب القرآن : ٦٧ ، والتبيان في إعراب القرآن ١/٥ ، واللباب في علل البناء والإعراب ٢/٣٦٥ ، والجامع لأحكام القرآن ١/١٠٢ ، وتفسير ابن كثير ١/٢٠ ، وحاشية الجرجاني على الكشّاف : ٣٥ ، والإتقان ٢/١٠٧ ، وخزانة الأدب ٣/٢٢٤.
(١) هو جدّ النبيّ المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) واسمه : شيبة بن هاشم ، وقد قال البيت في