أي : للهِ.
__________________
أي : لله ابن عمّك ، فحذفت لام الجرّ ولام التعريف ، وبقيت اللام الأصلية. هذا رأي سيبويه.
وأنكر ذلك المبرّد ، وكان يزعم أنّ المحذوف لام التعريف واللام الأصلية ، والباقية هي لام الجرّ ، وإنّما فُتِحَت لئلاّ ترجع الألف إلى الياء ، مع أنّ أصل لام الجرّ ، الفتح. وربّما قالوا : لهي أبوك ، فقلبوا اللام إلى موضع العين وسكّنوا ؛ لأنّ العين كانت ساكنة ، وهي الألف ، وبنوه على الفتح ، لأنّهم حذفوا منه لام التّعريف وتضمّن معناها ، فبني لذلك كما بني أمس والآن ، وفتح آخره تخفيفاً ، لما دخله من الحذف والتغيير. انتهى.
وقال ابن السيّد في شرح أبيات أدب الكاتب : قولـه لاه أراد : لله ، حذف لام الجرّ ، واللام الأولى من الله ... وكان المبرّد يرى أنّه حذف اللامين من الله وأبقى لام الجرّ وفتحها. وحجّته أنّ حرف الجرّ لا يجوز أن يحذف. انتهى.
وقال ابن الشجري في أماليه : قوله : (لاه ابن عمّك) ، أصله لله ، فحذف لام الجرِّ وأعملها محذوفة ، كما في قوله ، الله لأفعلنّ ، وأتبعها في الحذف لام التعريف ، فبقي لاه بوزن عال. ولا يجوز أن تكون اللام في لاه لام الجرّ وفتحت لمجاورتها للألف ، كما زعم بعض النحويّين ، لأنّهم قالوا : لهي أبوك ، بمعنى لله أبوك ، ففتحوا اللام ولا مانع لها من الكسر في لهي ، لو كانت الجارّة ، وإنّما يفتحون لام الجرّ مع المضمر في نحو : لك ولنا ، وفتحوها في الاستغاثة إذا دخلت على الاسم المستغاث به ، لأنّه أشبه الضمير من حيث كان منادى ، والمنادى يحلّ محلّ الكاف من نحو : أدعوك. فإن قيل : فكيف يتّصل الاسم بالاسم في قوله (لاه ابن عمّك" بغير واسطة ، وإنّما يتصل الاسم بالاسم في نحو : لله زيد ولأخيك ثوب ، بواسطة اللام؟ فالجواب : أنّ اللام أوصلت الاسم بالاسم ، وهي مقدّرة ، كما تجمّلت الجرّ ، وهي مقدّرة). انتهى.
فهؤلاء كلّهم صرّحوا بأنّ الكسرة إعراب ، وأنّ لاه مجرورة باللام المضمرة. وكأنّه ، والله أعلم ، اختصر كلامه من أمالي ابن الشجري فوقع فيما وقع. وهذه عبارة ابن الشجري : أقول : إنّ الاسم الذي هو لاه على هذا القول تامّ ، وهو أن يكون أصله : ليه على وزن جبل ، فصارت ياؤه ألفاً لتحرّكها وانفتاح ما قبلها.