ـ سبحانه ـ أهل التقوى ، أى : هو الحقيق بأن يتقى ويخاف عذابه ، وهو ـ عزوجل ـ «أهل المغفرة» أى : هو ـ وحده ـ صاحب المغفرة لذنوب عباده ، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
فالمقصود من الآية الكريمة ، بيان أن هذا التذكر لمواعظ القرآن ، لا يتم إلا بعد إرادة الله ـ تعالى ـ ومشيئة ، لأنه هو الخالق لكل شيء ، وبيان أن مشيئة العباد لا أثر لها إلا إذا كانت موافقة لمشيئة الله ، التي لا يعلمها أحد سواه.
أخرج الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أنس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قرأ هذه الآية (هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) فقال : قد قال ربكم أنا أهل أن أتقى فلا يجعل معى إله ، فمن اتقاني فلم يجعل معى إلها آخر ، فأنا أهل أن أغفر له.
وبعد : فهذا تفسير لسورة المدثر ، نسأل الله ـ تعالى ـ أن يجعله خالصا لوجهه ونافعا لعباده ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
|
الراجي عفو ربه د. محمد سيد طنطاوى |