الأحسن لهما فيتركب أخف الضررين ، فالذي يكون له عصيانه أشد ضررا عليه من عصيانه للآخر يتركه وإن استوى الضرر إن أطاع الأم والمراد بالوالدين الأب وإن علا ، والأم فما فوقها كما قالوا في قوله تعالى : (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ) [سورة النساء : ٢٢] أنه يتناول الأب وإن علا.
قوله تعالى : (مَنْ كانَ مُخْتالاً فَخُوراً).
قال ابن عرفة : المختال هو المتكبر بالفعل ، والفخور المتكبر بالقول أو بالفعل.
قوله تعالى : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ).
قال : ويجاب بأنه على حذف الصفة تقديره (مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ) مرسل إليهم بشهيد إلا أنه إن أريد أمة مرسلا إليهم فهو المطلوب ، وإن أريد أمة بالإطلاق أعم من المرسل إليهم ، وغيرهم فيستلزم عليه الخلف في الخبر ؛ لأن غير المرسل إليهم ليس منهم شهيد.
قوله تعالى : (وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً).
ابن عرفة : هو عندي على حذف المعطوف ، أي هؤلاء ولهم شهيدا.
قوله تعالى : (يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ) قال [٢٤ / ١١٩] الفخر : العطف تأسيس إن قلنا : إن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة فيعاقبون على كفرهم ، ثم على عصيانهم.
قوله تعالى : (وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً).
إما مستأنف أو داخل تحت التمني ، فالمعنى أنهم كتموا الحديث ، فقالوا : والله ما كنا مشركين فلما عوقبوا بالعذاب الأليم ودوا أنهم صدقوا وأقروا بذنبهم وإن يحادوا بدلا من ذلك ؛ لأن تسوى بهم الأرض.
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى).
ولم يقل : لا تصلوا ؛ لأن النهي عن القرب أشد من النهي عن الصلاة ، قال ابن العربي ، وقال الشافعي : لا تقربوا مواضع الصلاة فرد عليه الشامي بأن أهل اللغة ذكروا أن تقربوا بفتح الراء في الأفعال وبضمها في المواضع فيقال : لا تقرب البيت ولا تقرب الصلاة ، ورده ابن عرفة : بأن الفتح في الجميع والشافعي رضي الله عنه أعلم باللغة ، كذا قال ابن التلمساني رحمهالله في المسألة السابعة من باب الأوامر.
قوله تعالى : (حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ).