يكون بكلمة من الله مخلوقا بلا أب (وَسَيِّداً) حليما عن الجهل (وَحَصُوراً) لم يكن له شهوة إلى النساء (وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (٣٩)) من المرسلين (قالَ رَبِ) قال زكريا لجبريل : يا سيدى (أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ) من أين يكون لى ولد (وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ) وقد أدركنى الكبر (وَامْرَأَتِي عاقِرٌ) عقيم لا تلد (قالَ) جبريل (كَذلِكَ) كما قلت لك (اللهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (٤٠)) كما يشاء (قالَ) زكريا (رَبِ) أى يا رب (اجْعَلْ لِي آيَةً) علامة فى حبل امرأتى (قالَ آيَتُكَ) علامتك فى حبل امرأتك (أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ) لا تقدر أن تكلم الناس (ثَلاثَةَ أَيَّامٍ) من غير خرس (إِلَّا رَمْزاً) إلا تحريكا بالشفتين والحاجبين واليدين ، ويقال : إلا كتابة على الأرض (١) ، (وَاذْكُرْ رَبَّكَ) باللسان والقلب (كَثِيراً) على كل حال (وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ (٤١)) صل غدوة وعشيا كما كنت تصلى.
(وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ (٤٢) يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣) ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٤٤) إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٤٥) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ (٤٦) قالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قالَ كَذلِكِ اللهُ يَخْلُقُ ما يَشاءُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٤٧) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ (٤٨) وَرَسُولاً إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٤٩) وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (٥٠) إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٥١))
(وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ) يعنى جبريل (يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ) يقال : اختارك بالإسلام والعبادة (وَطَهَّرَكِ) من الكفر والشرك والأدناس ، ويقال : أنجاك من القتل
__________________
(١) انظر : معانى الزجاج (١ / ٤١٣) ، وغريب ابن قتيبة (ص ١٠٥) ، وتفسير الطبرى (٣ / ١٧٨) وزاد المسير (١ / ٣٨٦) ، والنكت للماوردى (١ / ٣٢١).