وفضله ، (لَما آتَيْتُكُمْ) يقول حين أعطيتكم (مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ) فيه الحلال والحرام (ثُمَ) تأخذوا أيضا على أمتكم أن إذا (جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ) موافق بالتوحيد (لِما مَعَكُمْ) من الكتاب (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ) يقول : لتقرن به وبفضله (وَلَتَنْصُرُنَّهُ) بالسيف على أعدائه وتبيان صفته (قالَ أَأَقْرَرْتُمْ) قال الله لهم : أقبلتم (وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ) ما قلت (إِصْرِي) عهدى (قالُوا) أى النبيون (أَقْرَرْنا) قبلنا (قالَ) الله (فَاشْهَدُوا) على ذلكم (وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (٨١)) على ذلك فأشهد الله بعضهم على بعض بذلك ، وشهد هو بنفسه على ذلك فبين كل نبى لأمته ذلك ، وأشهد كل نبى أمته بعضهم على بعض بذلك ، وشهد كل نبى بنفسه على ذلك (فَمَنْ تَوَلَّى) من الأمم (بَعْدَ ذلِكَ) عن الميثاق (فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (٨٢)) الناقضون الكافرون.
ثم ذكر خصومة اليهود والنصارى وسؤالهم النبى (صلىاللهعليهوسلم) أينا على دين إبراهيم؟ فقال النبى (صلىاللهعليهوسلم) : «كلا الفريقين بريئان من دين إبراهيم» ، فقالوا : لا نرضى بذلك ، فقال الله : (أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ) الإسلام (يَبْغُونَ) يطلبون عندك (وَلَهُ أَسْلَمَ) أقر بالإسلام والتوحيد (مَنْ فِي السَّماواتِ) من الملائكة (وَالْأَرْضِ) من المؤمنين (طَوْعاً) أهل السموات بالطوع (وَكَرْهاً) أهل الأرض بالكره ، ويقال : المخلصون بالطوع ، والمنافقون بالكره ، ويقال : الذين ولدوا فى الإسلام بالطوع ، والذين أدخلوا فى الإسلام بالسيف بالكره (وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (٨٣)) بعد الموت.
ثم بين حكم الإيمان لكى يكون دلالة لهم إلى الإيمان ، فقال : (قُلْ) يا محمد (آمَنَّا بِاللهِ) وحده لا شريك له (وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا) وبما أنزل علينا القرآن (وَما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ) بإبراهيم وكتابه (وَإِسْماعِيلَ) وكتابه (وَإِسْحاقَ) وكتابه (وَيَعْقُوبَ) وكتابه (وَالْأَسْباطِ) أولاد يعقوب وكتابهم (وَما أُوتِيَ) أعطى (مُوسى) بموسى وكتابه (وَعِيسى) بعيسى وكتابه (وَالنَّبِيُّونَ) بجملة النبيين وكتبهم (مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ) لا نكفر بأحد من الأنبياء ، ويقال : لا نفرق بينهم وبين الله بالنبوة والإسلام (وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (٨٤)) مقرون له بالعبادة والتوحيد مخلصون له بالدين (وَمَنْ يَبْتَغِ) يطلب (غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ (٨٥)) من المغبونين بذهاب الجنة وما فيها ولزوم النار وما فيها.