الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (١٤٥) وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (١٤٦) وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (١٤٧) فَآتاهُمُ اللهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٤٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ (١٤٩) بَلِ اللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (١٥٠))
(وَلِيُمَحِّصَ اللهُ) لكى يغفر الله (الَّذِينَ آمَنُوا) بما يصيبهم فى الجهاد (وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ (١٤١)) ويهلك الكافرين فى الحرب(أَمْ حَسِبْتُمْ) أظننتم يا معشر المؤمنين (أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ) بلا قتال (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ) لم ير الله (الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ) يوم أحد فى سبيل الله (وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (١٤٢)) ولم ير الصابرين على قتال عدوهم مع نبيهم يوم أحد (وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ) فى الحرب (مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ) يوم أحد (فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ) القتال والحرب يوم أحد (وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (١٤٣)) إلى سيوف الكفار فانهزمتم ولم تثبتوا مع نبيكم.
ثم نزل فى مقالتهم لرسول الله (صلىاللهعليهوسلم) بلغنا يا نبى الله أنك قد قتلت فلذلك انهزمنا ، فقال الله : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ) قد مضت من قبل محمد (الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ) محمد (أَوْ قُتِلَ) فى سبيل الله (انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) أترجعون أنتم إلى دينكم الأول (وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ) يرجع إلى دينه الأول (فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ) فلن ينقص الله رجوعه (شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ (١٤٤)) المؤمنين بإيمانهم وجهادهم (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ) يقول : لا تموت نفس (إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) بإرادة الله وقضائه (كِتاباً مُؤَجَّلاً) موقتا كتابة أجله ورزقه سواء لا يسبق أحدهما صاحبه (وَمَنْ يُرِدْ) بعمله وجهاده (ثَوابَ الدُّنْيا) منفعة الدنيا (نُؤْتِهِ مِنْها) نعطه من الدنيا ما يريد وما له فى الآخرة من نصيب (وَمَنْ يُرِدْ) بعمله وجهاده (ثَوابَ الْآخِرَةِ) منفعة الآخرة (نُؤْتِهِ مِنْها) نعطه من الآخرة (وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (١٤٥)) المؤمنين بإيمانهم وجهادهم.
(وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍ) وكم من نبى (قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ) جموع كثيرة من الكفار (فَما وَهَنُوا) فما ضعف المؤمنون (لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ) من القتل