(حَكِيماً (١٧)) بقبول التوبة قبل المعاينة ولا يقبل عند المعاينة وبعدها (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ) التجاوز على الله (لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ) عند النزع (قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ) يقول : ولا يقبل توبة الكفار عند المعاينة (أُولئِكَ) الكفار (أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٨)) وجيعا نزلت فى طعمة وأصحابه الذين ارتدوا (١) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ) نساء آبائكم (كَرْهاً) جبرا (وَلا تَعْضُلُوهُنَ) ولا تحبسوهن من التزويج نزلت هذه الآية فى كبشة بنت معن الأنصارية ، ومحصن بن أبى قيس الأنصارى ، وكانوا يرثون قبل ذلك (٢)(لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَ) مما أعطاهن آباؤكم (إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ) بزنا (مُبَيِّنَةٍ) بالشهود فاحبسوهن فى السجن ، وقد نسخ الحبس الآن بآية الرجم ، وقد كانوا يرثون نساء آبائهم كما يرثون المال يرثها الابن الأكبر ، فإن كانت المرأة جميلة غنية دخل بها بلا مهر ، وإن لم تكن غنية أو شابة دميمة تركها ، ولم يدخل بها حتى تفدى نفسها بما لها فنهاهم الله عن ذلك.
ثم بين الصحبة مع النساء ، فقال : (وَعاشِرُوهُنَ) صاحبوهن (بِالْمَعْرُوفِ) بالإحسان والجميل (فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَ) يعنى كرهتم الصحبة معهن (فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً) يعنى الصحبة معهن (وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً (١٩)) يرزقكم الله منهن ولدا صالحا (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ) يقول : إن أردتم أن تتزوجوا واحدة وتطلقوا واحدة ، أو تتزوجوا عليها أخرى (وَآتَيْتُمْ) أعطيتم (إِحْداهُنَّ قِنْطاراً) مهرا (فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ) من المهر (شَيْئاً) غصبا (أَتَأْخُذُونَهُ) يعنى المهر (بُهْتاناً) حراما (وَإِثْماً مُبِيناً (٢٠)) ظلما بينا.
(وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (٢١) وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلاَّ ما قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً وَساءَ سَبِيلاً (٢٢) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ
__________________
(١) انظر : معانى الزجاج (٢ / ٢٨) ، والبصائر (١ / ١٧١) ، والناسخ والمنسوخ لابن البارزى (ص ١٨).
(٢) انظر : صحيح البخارى (٩ / ٣١٤) ، (١٥ / ٣٥٣) ، وأبى داود (٢ / ١٩٣) ، وتفسير الطبرى (٢ / ٢٠٧) ، وزاد المسير (٣ / ٢٩) ، واللباب للسيوطى (٦٥) ، وغريب ابن قتيبة (١٢٢) ، والنكت للماوردى (١ / ٣٧٣) ومعانى الفراء (١ / ٢٥٩) ، وتفسير ابن كثير (١ / ٤٦٥).