(وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) من الخلق والعجائب كلهم عبيده وإماؤه (وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ) من أهل السموات والأرض (مُحِيطاً (١٢٦)) عالما (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ) يسألونك فى ميراث النساء سأله ذلك عيينة (قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ) يبين لكم (فِيهِنَ) فى ميراثهن (وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ) ويبين لكم ما قرئ عليكم (فِي الْكِتابِ) فى أول هذه السورة (فِي يَتامَى النِّساءِ) فى بنات أم كجّة (اللَّاتِي لا تُؤْتُونَهُنَ) لا تعطونهن (ما كُتِبَ لَهُنَ) ما وجب لهن من الميراث وقد بين الله هذه الآية فى أول هذه السورة (وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَ) يعنى ترغبون عن نكاحهن لقبل دمامتهن فأعطوهن أموالهن لكى ترغبوا فى نكاحهن لقبل ما لهن (وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدانِ) ويبين لكم ميراث الصبيان (وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتامى بِالْقِسْطِ) ويبين لكم أن تقوموا بحفظ مال اليتامى بالقسط بالعدل (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ) من إحسان إلى هؤلاء (فَإِنَّ اللهَ كانَ بِهِ) وبنياتكم (عَلِيماً (١٢٧) وَإِنِ امْرَأَةٌ) يعنى بنت محمد بن سلمة (خافَتْ مِنْ بَعْلِها) علمت من زوجها أسعد بن الربيع (نُشُوزاً) ترك مجامعتها (أَوْ إِعْراضاً) ترك محادثتها ومجالستها (فَلا جُناحَ عَلَيْهِما) على الزوج والمرأة (أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما) يعنى بين المرأة والزوج (صُلْحاً) معلوما ترضى به المرأة عن الزوج (وَالصُّلْحُ) على رضا المرأة (خَيْرٌ) من الجور والميل (وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَ) جبلت الأنفس على الشح والبخل ، فتبخل بنصيب زوجها ، ويقال : طمعها يجرها إلى أن ترضى (وَإِنْ تُحْسِنُوا) تسووا بين الشابة والعجوز فى القسمة والنفقة (وَتَتَّقُوا) الجور والميل (فَإِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ) من الجور والميل (خَبِيراً (١٢٨) وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ) فى الحب (وَلَوْ حَرَصْتُمْ) جهدتم (فَلا تَمِيلُوا) بالبدن (كُلَّ الْمَيْلِ) إلى الشابة (فَتَذَرُوها) الأخرى يعنى المرأة العجوز (كَالْمُعَلَّقَةِ) كالمسجونة لا أيم ولا ذات بعل (وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا) تسووا وتتقوا الميل والجور (فَإِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً) لمن تاب من الميل والجور (رَحِيماً (١٢٩)) على من مات على التوبة (وَإِنْ يَتَفَرَّقا) يعنى المرأة والزوج بالطلاق (يُغْنِ اللهُ كُلًّا) يعنى الزوج والمرأة (مِنْ سَعَتِهِ) من رزقه الزوج بامرأة أخرى والمرأة بزوج آخر (وَكانَ اللهُ واسِعاً) لهما فى النكاح (حَكِيماً (١٣٠)) فيما حكم عليهما من العدل ، وكان لأسعد بن الربيع امرأة أخرى شابة يميل إليها فنهاه الله عن ذلك ، وأمره بالسوية بين العجوز والشابة.