أمركم (وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) الدرجة الرفيعة ، ويقال : اطلبوا إليه القرب فى الدرجات بالأعمال الصالحة (وَجاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ) فى طاعته (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٣٥)) لكى تنجوا من السخطة والعذاب وتأمنوا (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) بمحمد والقرآن (لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ) من الأموال (جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ) أى ضعفه معه (لِيَفْتَدُوا بِهِ) ليفادوا به أنفسهم (مِنْ عَذابِ يَوْمِ الْقِيامَةِ ما تُقُبِّلَ مِنْهُمْ) الفداء (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٣٦)) وجيع (يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ) أى ينجو من النار بتحويلك حال إلى حال (وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها) من النار (وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ (٣٧)) دائم لا ينقطع (وَالسَّارِقُ) من الرجال يعنى طعمة (وَالسَّارِقَةُ) من النساء (فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) أيمانهما (جَزاءً بِما كَسَبا) عقوبة بما سرقا (نَكالاً مِنَ اللهِ) شيئا من الله لهم (وَاللهُ عَزِيزٌ) بالنقمة من السارق (حَكِيمٌ (٣٨)) حكم عليهم بالقطع (فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ) سرقته وقطعه (وَأَصْلَحَ) فيما بينه وبين ربه بالتوبة (فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ) يتجاوز عنه (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ) متجاوز (رَحِيمٌ (٣٩)) لمن تاب (أَلَمْ تَعْلَمْ) ألم تخبر يا محمد فى القرآن (أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ) خزائن (السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) من كان أهلا لذلك (وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ) من كان أهلا لذلك (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من الغفران وغيره (قَدِيرٌ (٤٠)).
(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هذا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئاً أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ (٤١) سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جاؤُكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٤٢) وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْراةُ فِيها حُكْمُ اللهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ
__________________
ومعانى الزجاج (٢ / ١٩٢) ، وزاد المسير (٣ / ٣٥٨) والنكت للماوردى (١ / ٤٦٦) ، والقرطبى (٦ / ١٨٢) ، وكذلك فى اختلاف العلماء فى مسألة الإحكام أم النسخ : المصفى (٢٠٤) ، والناسخ والمنسوخ للنحاس (١٢٨) ، والإيضاح لمكى (٢٣٤) ، والبصائر (١ / ١٨٠).