مَرَضٌ) شك ونفاق ، يعنى عبد الله بن أبى وأصحابه (يُسارِعُونَ فِيهِمْ) يبادرون فى ولايتهم (يَقُولُونَ) يقول بعضهم لبعض (نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ) شدة فلذلك نتخذهم أولياء (فَعَسَى اللهُ) وعسى من الله واجب (أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ) فتح مكة والنصرة لمحمد (صلىاللهعليهوسلم) وأصحابه (أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ) أو عذاب على بنى قريظة والنضير بالقتل والإجلاء من عنده (فَيُصْبِحُوا) فيصيروا عبد الله بن أبى وأصحابه من المنافقين (عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ) من ولاية اليهود (نادِمِينَ (٥٢)) بعد ما افتضحوا.
(وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا) المخلصون للمنافقين عبد الله بن أبى وأصحابه (أَهؤُلاءِ) يعنى المنافقين (الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ) شدة أيمانهم إذا حلف الرجل بالله فقد حلف جهد يمينه (إِنَّهُمْ) يعنى المنافقين (لَمَعَكُمْ) مع المخلصين على دينكم فى السر (حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ) بطلب حسناتهم فى الدنيا (فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ (٥٣)) فصاروا مغبونين بالعقوبة (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) أسد وغطفان وأناس من كندة ومرار (مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ) بعد موت النبى (صلىاللهعليهوسلم) (فَسَوْفَ يَأْتِي) يجئ (اللهُ بِقَوْمٍ) يعنى أهل اليمن (يُحِبُّهُمْ) الله (وَيُحِبُّونَهُ) أى يحبون الله (أَذِلَّةٍ) رحيمة مشفقة (عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) مع المؤمنين (أَعِزَّةٍ) أشدة (عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) أى فى طاعة الله (وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ) أى ملامة لائم ، ذلك الذى ذكرت من الحب والأمر وغير ذلك (فَضْلُ اللهِ) من الله تعالى (يُؤْتِيهِ) يعطيه (مَنْ يَشاءُ) من كان أهلا لذلك (وَاللهُ واسِعٌ) جواد بعطيته (عَلِيمٌ (٥٤)) لمن يعطى ، ثم نزلت فى عبد الله بن سلام وأصحابه ، أسد وأسيد ، وثعلبة بن قيس وغيرهم ، بعد ما جفاهم اليهود ، فقال : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ) حافظكم وناصركم ومؤنسكم الله (وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) أبو بكر وأصحابه (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ) أى يتمون الصلوات الخمس (وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) يعطون زكاة أموالهم (وَهُمْ راكِعُونَ (٥٥)) يصلون الصلوات الخمس فى الجماعات مع النبى (صلىاللهعليهوسلم).
(وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) أبا بكر وأصحابه فى العون والنصرة (فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ) جند الله (هُمُ الْغالِبُونَ (٥٦)) على أعدائهم ، يعنى محمدا وأصحابه (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً) سخرية (وَلَعِباً) ضحكة وباطلا (مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا) أعطوا (الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ) يعنى اليهود والنصارى (وَالْكُفَّارَ) وسائر الكفار (أَوْلِياءَ) فى العون والنصرة (وَاتَّقُوا اللهَ) واخشوا الله فى ولايتهم