قبيلة وإن قرأت قبيلا أى : كفيلا على ما تقول إنه الحق ويشهدون على ما أنكروا (ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا) بمحمد والقرآن (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) أن يؤمنوا (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (١١١)) أنه الحق من الله (وَكَذلِكَ) كما جعلنا أبا جهل ، والمستهزئين عدوا لك هكذا (جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا) فرعونا (شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِ) يقول : جعلنا شياطين الجن والإنس (يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ) يملى بعضهم على بعض (زُخْرُفَ الْقَوْلِ) تزيين القول (غُرُوراً) لكى يغروا به بنى آدم (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ) يعنى التزيين والغرور (فَذَرْهُمْ) اتركهم يا محمد المستهزئين وأصحابهم (وَما يَفْتَرُونَ (١١٢)) من تزيين القول والغرور (وَلِتَصْغى إِلَيْهِ) لكى تميل إلى هذا الزخرف والغرور (أَفْئِدَةُ) قلوب (الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) بالبعث بعد الموت (وَلِيَرْضَوْهُ) وليقبلوا من الشياطين الزينة والغرور (وَلِيَقْتَرِفُوا) ليكتسبوا (ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ (١١٣)) مكتسبون من الإثم ، قل يا محمد لهم (أَفَغَيْرَ اللهِ أَبْتَغِي حَكَماً) اعبد ربا (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ) إلى نبيكم (الْكِتابَ) جبريل بالقرآن (مُفَصَّلاً) مبينا بالحلال والحرام ، ويقال : متفرقا آية وآيتين (وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) أعطيناهم علم التوراة ، يعنى عبد الله بن سلام وأصحابه (يَعْلَمُونَ) يستيقنون فى كتابهم (أَنَّهُ) يعنى القرآن (مُنَزَّلٌ) أنزل (مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِ) بالأمر والنهى ، ويقال : إنه يعنى جبريل منزل من ربك بالحق بالقرآن (فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (١١٤)) من الشاكين أنهم لا يعلمون ذلك.
(وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ) بالقرآن بالأمر والنهى (صِدْقاً) فى قوله (وَعَدْلاً) منه (لا مُبَدِّلَ) لا مغير (لِكَلِماتِهِ) القرآن ، ويقال : وتمت وجبت كلمة ربك بالنصرة لأوليائه ، صدقا فى قوله وعدلا فيما يكون لا مبدل لا مغير لكلماته بالنصرة لأوليائه ، ويقال : تمت كلمة ربك ظهر دين ربك صدقا من العباد أنه دين الله ، وعدلا من الله من أمره لا مبدل لا مغير لكلماته ولدينه (وَهُوَ السَّمِيعُ) لمقالتهم (الْعَلِيمُ (١١٥)) بهم وبأعمالهم (وَإِنْ تُطِعْ) يا محمد (أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ) وهم رؤساء أهل مكة منهم أبو الأحوص مالك بن عوف الجشمى ، وبديل بن ورقاء الخزاعى ، وجليس بن ورقاء الخزاعى (يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) يخطئوك عن طريق الله فى الحرام (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَ) ما يقولون إلا بالظن (وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (١١٦)) يكذبون فى قولهم للمؤمنين أن ما ذبح الله خير مما تذبحون أنتم بسكاكينكم.