بالتوحيد واتباع محمد صلّى الله عليه ، (وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ) تتركون أنفسكم ولا تتبعونه (وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ) تقرءون الكتاب ، أى التوراة عليهم (أَفَلا تَعْقِلُونَ (٤٤)) أفليس لكم ذهن الإنسانية (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ) على أداء فرائض الله وترك المعاصى (وَالصَّلاةِ) بكثرة الصلاة على تمحيص الذنوب (وَإِنَّها) يعنى الصلاة (لَكَبِيرَةٌ) لثقيلة (إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ (٤٥)) المتواضعين (الَّذِينَ يَظُنُّونَ) يعلمون ويستيقنون (أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ) معاينو ربهم (وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ (٤٦)).
ثم ذكر أفضل منته على بنى إسرائيل ، فقال : (يا بَنِي إِسْرائِيلَ) يا أولاد يعقوب (اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ) احفظوا منتى (الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ) مننت عليكم (وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ) بالكتاب والرسول والإسلام (عَلَى الْعالَمِينَ (٤٧)) على عالمي زمانكم (١).
(وَاتَّقُوا يَوْماً) خافوا عذابى يوم إن لم تؤمنوا وتتوبوا من اليهودية ، (لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) لا تغنى نفس كافرة عن نفس كافرة من عذاب الله شيئا (وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ) لا يشفع لها شافع (وَلا يُؤْخَذُ مِنْها) لا يقبل منها (عَدْلٌ) فداء (وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤٨)) يمنعون من عذاب الله.
(وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ) من فرعون وقومه ، (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ) يعذبونكم بأشد العذاب.
ثم ذكر أنواع عذابه عليهم ، فقال : (يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ) صغارا (وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ) يستخدمون نسائكم كبارا (وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ) بلية (مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (٤٩)) عظيمة ، ويقال : نعمة من ربكم عظيمة ، ويقال : النجاة من الغرق وفرعون وقومه بلاء عظيم (وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ) فلقنا بكم (الْبَحْرَ فَأَنْجَيْناكُمْ) من الغرق (وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ) وقومه (وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (٥٠)) إليهم من بعد ثلاثة أيام.
(وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ (٥١) ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٥٢) وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (٥٣) وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (٥٤) وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ
__________________
(١) انظر : غريب ابن قتيبة (٤٨) ، وتفسير الطبرى (١ / ٢٠٨) ، وزاد المسير (١ / ٧٦) ، البحر المحيط (١ / ١٨٩).