الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (٥٥) ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٥٦) وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٥٧) وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (٥٨) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (٥٩) وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٦٠))
(وَإِذْ واعَدْنا) وقد وعدنا (مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) بإعظام الكتاب (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ) عبدتم العجل (مِنْ بَعْدِهِ) من بعد انطلاقه إلى الجبل (وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ (٥١)) أى ضارون لأنفسكم بالمعصية وواضعون العبادة فى غير موضعها ، (ثُمَّ عَفَوْنا) محونا (عَنْكُمْ) ذنوبكم (مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) من بعد عبادتكم العجل (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٥٢)) لكى تشكروا عفوى ، (وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) أعطينا موسى التوراة (وَالْفُرْقانَ) بينا فيها الحلال والحرام ، والأمر والنهى وغير ذلك ، ويقال : لنصره والدولة على فرعون (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (٥٢)) لكى تهتدوا من الضلالة.
ثم ذكر قصة موسى مع قومه ، فقال : (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ) ضررتم (أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ) بعبادتكم العجل ، فقالوا لموسى : فما ذا تأمرنا؟ فقال لهم : (فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ) إلى خالقكم ، قالوا : كيف نتوب؟ فقال لهم : (فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) فليقتل الذى لم يعبد العجل الذى عبده (ذلِكُمْ) التوبة والقتل (خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ) خالقكم (فَتابَ عَلَيْكُمْ) فتجاوز عنكم (إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ) المتجاوز لمن تاب (الرَّحِيمُ (٥٤)) على من مات على التوبة.
(وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ) لن نصدقك فيما تقول لم أر (حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً) علانية كما رأيت (فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ) فأحرقتكم النار (وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (٥٥)) إليها (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ) أحييناكم (مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ) إحراقكم (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٥٦)) لكى تشكروا أحبائى ، (وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ)