غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٥٣) إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (٥٤) ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٥٥) وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٥٦) وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٥٧) وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (٥٨) لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (٥٩) قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٦٠))
(الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً) باطلا (وَلَعِباً) فرحا ، ويقال : ضحكة وسخرية (وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا) ما فى الدنيا من الزهرة والنعيم (فَالْيَوْمَ) يوم القيامة (نَنْساهُمْ) نتركهم فى النار (كَما نَسُوا) كما تركوا (لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا) الإقرار بيومهم هذا (وَما كانُوا بِآياتِنا) بكتابنا ورسولنا (يَجْحَدُونَ (٥١)) يكفرون.
(وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ) يقول : أرسلنا إليهم محمدا (صلىاللهعليهوسلم) بالقرآن ، (فَصَّلْناهُ) بيناه (عَلى عِلْمٍ) بعلم منا ، ويقال : علمناه (هُدىً) من الضلالة (وَرَحْمَةً) من العذاب (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥٢)) بمحمد ، عليه والسّلام ، والقرآن (هَلْ يَنْظُرُونَ) ما ينتظرون أهل مكة إذ لا يؤمنون (إِلَّا تَأْوِيلَهُ) عاقبة ما وعد لهم فى القرآن (يَوْمَ) وهو يوم القيامة (يَأْتِي تَأْوِيلُهُ) عاقبة ما وعد لهم فى القرآن (يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ) تركوا الإقرار به (مِنْ قَبْلُ) من قبل ذلك فى الدنيا (قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِ) ببيان البعث والجنة والنار ولكن كذبناهم (فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا) من العذاب (أَوْ نُرَدُّ) إلى الدنيا (فَنَعْمَلَ) فنؤمن ونعمل (غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ) فى الشرك (قَدْ خَسِرُوا) غبنوا (أَنْفُسَهُمْ) بذهاب الجنة ولزوم النار (وَضَلَّ عَنْهُمْ) اشتغل عنهم (ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٥٣)) يعبدون بالكذب (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) من أيام الدنيا طول كل يوم ألف سنة (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) عمد إلى خلق العرش ، ويقال : استقر (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ) يغطى الليل