(وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) بكتابنا ورسولنا (وَلِقاءِ الْآخِرَةِ) البعث بعد الموت (حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ) بطلت حسناتهم فى الشرك (هَلْ يُجْزَوْنَ) ما يجزون فى الآخرة (إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٤٧)) فى الدنيا ويقولون من الشرك (وَاتَّخَذَ) صاغ (قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ) من بعد انطلاق موسى إلى الجبل (مِنْ حُلِيِّهِمْ) من ذهبهم (عِجْلاً جَسَداً) مجسدا صغيرا (لَهُ خُوارٌ) صوت صاغ لهم السامرى (أَلَمْ يَرَوْا) ألم يعلم قوم موسى (أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ) يعنى العجل بشيء (وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً) طريقا (اتَّخَذُوهُ) عبدوه بالجهل (وَكانُوا ظالِمِينَ (١٤٨)) صاروا ضارين لأنفسهم بعبادتهم إياه (وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ) ندموا على عبادتهم العجل (وَرَأَوْا) عملوا وأيقنوا (أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا) عن الحق والهدى (قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا) فيعذبنا (لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (١٤٩)) بالعقوبة (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً) حزينا حين سمع صوت الفتنة (قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي) بئس ما صنعتم بعبادة العجل من بعد انطلاق موسى إلى الجبل (أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ) استبقتم بعبادة العجل وعد ربكم (وَأَلْقَى الْأَلْواحَ) من يده فانكسر منها لوحان (وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ) أى بشعر هارون (يَجُرُّهُ إِلَيْهِ) إلى نفسه (قالَ) هارون (ابْنَ أُمَ) وقد كان أخاه من أبيه وأمه ، وإنما ذكر الأم لكى يرفق به (إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي) استذلونى (وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي) بخلافهم إياى (فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ) فلا تفرح بى الأعداء أصحاب العجل (وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (١٥٠)) لا تعذبنى فى أصحاب العجل.
(قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (١٥١) إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (١٥٢) وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِها وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٥٣) وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْواحَ وَفِي نُسْخَتِها هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (١٥٤) وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغافِرِينَ (١٥٥) وَاكْتُبْ لَنا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ قالَ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا