النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ (٦١) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٦٣) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ (٦٤) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ (٦٥) فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (٦٦) وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (٦٧) قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ (٦٨) قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما لَوْنُها قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (٦٩) قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا وَإِنَّا إِنْ شاءَ اللهُ لَمُهْتَدُونَ (٧٠) قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ (٧١))
(وَإِذْ قُلْتُمْ) وقد قلتم (يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ) على أكل طعام واحد المن والسلوى (فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ) مما يخرج من الأرض (مِنْ بَقْلِها وَقِثَّائِها وَفُومِها) أى ثومها (١)(وَعَدَسِها وَبَصَلِها قالَ) لهم موسى : (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى) أراد الثوم والبصل (بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) أفضل وأشرف المن والسلوى ، تسألون الذى هو الرديء وتتركون الذى هو الشريف (اهْبِطُوا مِصْراً) الذى خرجتم منه ، ويقال : مصرا من الأمصار ، (فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ) فإن لكم فيها ما سألتم ثم (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ) أدخلت عليهم مذلة الجزية (وَالْمَسْكَنَةُ) أى الفقر (وَباؤُ بِغَضَبٍ) استوجبوا بلعنة (مِنَ اللهِ ذلِكَ) اللعن والمذلة والمسكنة (بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ) يجحدون بمحمد والقرآن (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِ) الأنبياء باستحلالهم المعاصى بلا جرم ولا حق
__________________
(١) أقوال العلماء فى معنى الفوم ، فمنهم من قال : الحنطة ، والخبز ، وتسمية الخبز والحنطة بالفوم لغة قديمة ، وانظر : تفسير الطبرى (١ / ٢٤٦) ، ومختصره (١ / ٤٥) ، ومعانى الزجاج (١ / ١١٥) ، والفراء (١ / ٤١) ، وابن قتيبة (٥١) ، وزاد المسير (١ / ٨٨) ، والنكت للماوردي (١ / ١١٣) ، والقرطبى (١ / ٤٢٥).