(ذلِكَ) الغضب (بِما عَصَوْا) بما عصى أهل السبت يوم السبت (وَكانُوا يَعْتَدُونَ (٦١)) بقتل الأنبياء واستحلال المعاصى.
ثم ذكر الذين آمنوا منهم ، فقال : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) بموسى وسائر الأنبياء (وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ) ثوابهم (عِنْدَ رَبِّهِمْ) فى الجنة ، (وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) بالدوام (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢)) بالدوام ، ويقال : (وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) إذا ذبح الموت (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢)) إذا أطبقت النار.
ثم ذكر الذين لم يؤمنوا بموسى وسائر الأنبياء ، فقال : (وَالَّذِينَ هادُوا) مالوا عن دين موسى وهم اليهود الذين تهودوا (وَالنَّصارى) أى الذين تنصروا (وَالصَّابِئِينَ) قوم من النصارى يقولون : صبأت قلوبنا ، أى رجعت قلوبنا إلى الله (مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً) فيما بينهم وبين ربهم (فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ) ثوابهم أيضا (عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢)) فى الجنة بالدوام ، ويقال : (وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) إذا ذبح الموت.
ثم ذكر أخذ الميثاق عليهم ، فقال : (وَإِذْ أَخَذْنا) وقد أخذنا (مِيثاقَكُمْ) إقراركم (وَرَفَعْنا) وقلعنا وحبسنا (فَوْقَكُمُ) فوق رءوسكم (الطُّورَ) الجبل بأخذ الميثاق (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ) اعملوا بما أعطيناكم من الكتاب (بِقُوَّةٍ) وهو أظهر النفس (وَاذْكُرُوا ما فِيهِ) من الثواب والعقاب ، واحفظوا ما فيه من الحلال والحرام ، (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٦٣)) لكى تتقوا من السخطة والعذاب وتطيعوا الله (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ) أعرضتم عن الميثاق (مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ) منّ الله (عَلَيْكُمْ) بتأخير العذاب (وَرَحْمَتُهُ) بإرسال محمد إليكم (لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ (٦٤)) لصرتم من المغبونين بالعقوبة.
(وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ) أى عقوبة (الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ) بأخذ الحيتان (فِي السَّبْتِ) يوم السبت فى زمن دواد (فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ (٦٥)) صيروا قردة ذليلين صاغرين ، (فَجَعَلْناها) إلى الأمة التى مسخت ، ويقال : القردة (نَكالاً) عقوبة (لِما بَيْنَ يَدَيْها) إلى ما مضى من الذنوب (وَما خَلْفَها) ولكى تكون عبرة لمن خلفهم لكى لا يقتدوا بهم (وَمَوْعِظَةً) عظة ونهيا (لِلْمُتَّقِينَ (٦٦)) لمحمد