بسخط من الله (وَمَأْواهُ) مصيره (جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٦)) صار إليه (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ) يوم بدر (وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ) بجبريل والملائكة (وَما رَمَيْتَ) ما بلغت التراب إلى وجوه المشركين (إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) بلغ (وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ) ليصنع بالمؤمنين (مِنْهُ) من رمى التراب (بَلاءً) صنيعا (حَسَناً) بالنصرة والغنيمة (إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ) لدعائكم (عَلِيمٌ (١٧)) بنصرتكم (ذلِكُمْ) النصرة والغنيمة لكم (وَأَنَّ اللهَ) بأن الله (مُوهِنُ) مضعف (كَيْدِ الْكافِرِينَ (١٨)) صنيع الكافرين (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا) تستنصروا (فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ) النصرة لمحمد (صلىاللهعليهوسلم) وأصحابه عليكم حيث دعا أبو جهل قبل القتال والهزيمة ، فقال : اللهم انصر أفضل الدينين وأكرم الدينين وأحبهما إليك فاستجاب الله دعاه ونصر محمدا (صلىاللهعليهوسلم) وأصحابه عليهم (١)(وَإِنْ تَنْتَهُوا) عن الكفر والقتال (فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) من الكفر والقتال (وَإِنْ تَعُودُوا) إلى قتال محمد (صلىاللهعليهوسلم) (نَعُدْ) إلى قتلكم وهزيمتكم مثل يوم بدر (وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ) جماعتكم (شَيْئاً) من عذاب الله (وَلَوْ كَثُرَتْ) فى العدد (وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (١٩)) معين المؤمنين بالنصرة (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ) فى أمر الصلح (وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ) عن أمر الله ورسوله (وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (٢٠)) مواعظ القرآن وأمر الصلح.
(وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (٢١) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (٢٢) وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٣) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (٢٥) وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٢٦) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٧) وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ
__________________
(١) انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤٠٣) ، وتفسير الطبرى (٩ / ١١٤) ، ومختصره للتجيبى (١ / ٢٢٥) ، وزاد المسير (٣ / ٣١٨) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٢٨٢) ، ولباب النقول للسيوطى (١٠٦) ، والدر المنثور (٤ / ٦) ، فتح القدير للشوكانى (٢ / ٢٩٣).