أحاديث (الْأَوَّلِينَ (٣١)) وأخبارهم (وَإِذْ قالُوا) قال ذلك النضر (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا) الذى يقول محمد (صلىاللهعليهوسلم) (هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ) أن ليس لك ولد ولا شريك (فَأَمْطِرْ عَلَيْنا) على النضر (حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٣٢)) وجيع فقتل يوم بدر صبرا.
(وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ) ليهلكهم أبا جهل وأصحابه (وَأَنْتَ فِيهِمْ) مقيم (وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ) ومهلكهم (وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (٣٣)) يريدون أن يؤمنوا (وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ) محمدا (صلىاللهعليهوسلم) وأصحابه (عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) أن يطوفوا حوله عام الحديبية (وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ) أولياء المسجد (إِنْ أَوْلِياؤُهُ) ما أولياءه (إِلَّا الْمُتَّقُونَ) الكفر والشرك والفواحش محمد (صلىاللهعليهوسلم) وأصحابه (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ) كلهم (لا يَعْلَمُونَ (٣٤)) ذلك ولا يصدقون به (وَما كانَ صَلاتُهُمْ) لم تكن عبادتهم (عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً) تصغيرا كتصغير المكاء (وَتَصْدِيَةً) تصفيقا (فَذُوقُوا الْعَذابَ) يوم بدر (بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٣٥)) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) والقرآن (١) (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) وهم المطعمون يوم بدر أبو جهل وأصحابه وكانوا ثلاثة عشر رجلا (يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا) ليصرفوا الناس (عَنْ سَبِيلِ اللهِ) عن دين الله وطاعته (فَسَيُنْفِقُونَها) فى الدنيا (ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً) وندامة فى الآخرة.
(ثُمَّ يُغْلَبُونَ) يقتلون ويهزمون يوم بدر (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) أبو جهل وأصحابه (إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (٣٦)) يوم القيامة (لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) الكافر من المؤمن والمنافق من المخلص والطالح من الصالح (وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ) إلى بعض (فَيَرْكُمَهُ) فيجمعه (جَمِيعاً) الخبيث (فَيَجْعَلَهُ) فيطرحه (فِي جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٣٧)) المغبونون بالعقوبة.
(قُلْ) يا محمد (لِلَّذِينَ كَفَرُوا) يعنى أبا سفيان وأصحابه (إِنْ يَنْتَهُوا) عن الكفر والشرك وعبادة الأوثان وقتال محمد (صلىاللهعليهوسلم) (يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ) من الكفر والشرك وعبادة الأوثان وقتال محمد (صلىاللهعليهوسلم) (وَإِنْ يَعُودُوا) إلى قتال
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٩ / ١٢٧) ، وزاد المسير (٣ / ٣٥٢) ، والنكت للماوردى (٢ م ٩٩) ، مختصر الطبرى (١ / ٢٣٣).