الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ) فيما أمركم ونهاكم (يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً) نصرة ونجاة (وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) دون الكبائر (وَيَغْفِرْ لَكُمْ) سائر الذنوب (وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ) ذو المن (الْعَظِيمِ (٢٩)) على عبادة بالمغفرة والجنة (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ) فى دار الندوة (الَّذِينَ كَفَرُوا) أبو جهل وأصحابه (لِيُثْبِتُوكَ) ليحبسوك سجنا وهو ما قال عمرو بن هشام (أَوْ يَقْتُلُوكَ) جميعا وهو ما قال أبو جهل بن هشام (أَوْ يُخْرِجُوكَ) طردا وهو ما قال أبو البحترى بن هشام (وَيَمْكُرُونَ) يريدون قتلك وهلاكك يا محمد (وَيَمْكُرُ اللهُ) يريد الله قتلهم وهلاكم يوم بدر (وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ (٣٠)) أقوى المهلكين (١).
(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٣١) وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٣٢) وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (٣٣) وَما لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٣٤) وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٣٥) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (٣٦) لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٣٧) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (٣٨) وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣٩) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٤٠))
(وَإِذا تُتْلى) تقرأ (عَلَيْهِمْ) على النضر بن الحارث وأصحابه (آياتُنا) بالأمر والنهى (قالُوا قَدْ سَمِعْنا) ما قال محمد (صلىاللهعليهوسلم) (لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا) مثل ما يقول محمد (صلىاللهعليهوسلم) (إِنْ هذا) ما هذا الذى يقول محمد (صلىاللهعليهوسلم) (إِلَّا أَساطِيرُ)
__________________
(١) انظر : لباب النقول (ص ١٠٨) ، وتفسير الطبرى (٩ / ١٣٧) ، وزاد المسير (٣ / ٣٣٤) ، وتفسير القرطبى (٧ / ٣٨٤) ، وتفسير ابن كثير (٢ / ٩٦).