يوم بدر (وَلَوْ تَرى) لو رأيت يا محمد (إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا) يقبض أرواح الذين كفروا (الْمَلائِكَةُ) يوم بدر (يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ) على وجوههم (وَأَدْبارَهُمْ) على ظهورهم (وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (٥٠)) الشديد.
(ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (٥١) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ (٥٢) ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٥٣) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كانُوا ظالِمِينَ (٥٤) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٥٥) الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ (٥٦) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (٥٧) وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ (٥٨) وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ (٥٩) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (٦٠))
(ذلِكَ) العذاب (بِما قَدَّمَتْ) عملت (أَيْدِيكُمْ) فى الشرك (وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (٥١)) أن يأخذهم بلا جرم (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) كصنيع آل فرعون (وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ) بكتاب الله ورسوله ، يقال : كفار مكة ، كفروا بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) والقرآن كما كفر فرعون وقومه والذين من قبلهم بالكتب والرسل (فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ) بتكذيبهم (إِنَّ اللهَ قَوِيٌ) بالأخذ (شَدِيدُ الْعِقابِ (٥٢)) إذا عاقب (ذلِكَ) العقوبة (بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ) بالكتاب والرسول والأمن (حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ) بترك الشكر (وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ) لدعائكم (عَلِيمٌ (٥٣)) بإجابتكم (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) كصنيع آل فرعون (وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ) بالكتب والرسل كما كذب أهل مكة (فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ) بتكذيبهم (وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ) وقومه (وَكُلٌ) كل هؤلاء (كانُوا ظالِمِينَ (٥٤)) كافرين (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِ) الخلق والخليقة (عِنْدَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا) بنو قريظة وغيرهم (فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٥٥)) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) والقرآن ، ثم بينهم ، فقال : (الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ)