يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٧٠))
(وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ) إن مال بنو قريظة إلى الصلح فأرادوا الصلح (فَاجْنَحْ لَها) مما إليها أوردها (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) فى نقضهم ووفائهم (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ) لمقالتهم (الْعَلِيمُ (٦١)) بنقضهم ووفائهم (وَإِنْ يُرِيدُوا) بنو قريظة (أَنْ يَخْدَعُوكَ) بالصلح (فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ) الله حسبك وكافيك (١)(هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ) قواك وأعانك (بِنَصْرِهِ) يوم بدر (وَبِالْمُؤْمِنِينَ (٦٢)) بالأوس والخزرج (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ) جمع بين قلوبهم وكلمتهم بالإسلام (لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) من الذهب والفضة جميعا (ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ) ما جمعت بين قلوبهم وكلمتهم (وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) بين قلوبهم وكلمتهم بالإيمان (إِنَّهُ عَزِيزٌ) فى ملكه وسلطانه (حَكِيمٌ (٦٣)) فى أمره وقضائه (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ) الله حسبك (وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٦٤)) الأوس والخزرج (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ) حض وحث المؤمنين (عَلَى الْقِتالِ) يوم بدر (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ) فى الحرب محتسبون (يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ) يقاتلوا مائتين من المشركين (وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا) يقاتلوا (أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (٦٥)) أمر الله وتوحيده (الْآنَ) بعد يوم بدر (خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ) هون الله عليكم (وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً) بالقتال (فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ) محتسبة (يَغْلِبُوا) يقاتلوا (مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا) يقاتلوا (أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (٦٦)) معين الصابرين فى الحرب بالنصرة.
(ما كانَ لِنَبِيٍ) ما ينبغى لنبى (أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى) أسارى من الكفار (حَتَّى يُثْخِنَ) يغلب (فِي الْأَرْضِ) بالقتال (تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا) بفداء أسارى يوم بدر (وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ) بالنقمة من أعدائه (حَكِيمٌ (٦٧)) بالنصرة لأوليائه (لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ) لو لا حكم من الله بتحليل الغنائم لأمة محمد (صلىاللهعليهوسلم) ، ويقال : بالسعادة لأهل بدر (لَمَسَّكُمْ) لأصابكم
__________________
(١) انظر : النكت للماوردى (١ / ١١١) ، حيث قال وجهين : أحدهما : حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين الله ، والثانى : حسبك أن تتوكل عليه ، والمؤمنون أن تقاتل بهم. انظر : معانى القرآن للفراء (١ / ٤١٧) ، والزجاج (٢ / ٤٦٨).