أصاب الكافر الشدة أو المرض وهو هشام بن المغيرة المخزومى (دَعانا لِجَنْبِهِ) مضطجعا (أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ) رفعنا ما كان به من الشدة والبلاء (مَرَّ) استمر على ترك الدعاء (كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ) إلى شدة (مَسَّهُ) أصابه (كَذلِكَ) هكذا (زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ) للمشركين (ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٢)) فى الشرك من الدعاء فى الشدة وترك الدعاء فى الرخاء (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا) حين كفروا (وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) بالأمر والنهى والعلامات (وَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا) يقول : لم يؤمنوا بما كذبوا به يوم الميثاق (كَذلِكَ) هكذا (نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (١٣)) المشركين بالهلاك.
(ثُمَّ جَعَلْناكُمْ) يا أمة محمد (صلىاللهعليهوسلم) (خَلائِفَ) استخلفناكم (فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ) من بعد هلاكهم (لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (١٤)) ما ذا تعملون من الخير (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ) تقرأ على المستهزئين الوليد بن المغير وأصحابه (آياتُنا بَيِّناتٍ) مبينات بالأمر والنهى (قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا) لا يخافون البعث بعد الموت وهم مستهزءون (ائْتِ) يا محمد (بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ) غيره فاجعل آية الرحمة آية العذاب ، وآية العذاب آية الرحمة (قُلْ) لهم يا محمد (ما يَكُونُ لِي) ما يجوز لى (أَنْ أُبَدِّلَهُ) أن أغيره (مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي) من قبل نفسى (إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَ) ما أقول وما أعمل إلا بما يوحى إلىّ فى القرآن (إِنِّي أَخافُ) أعلم (إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي) فبدلته أن يكون على (عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥)) شديد (قُلْ) يا محمد (لَوْ شاءَ اللهُ) أن لا أكون رسولا (ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ) ما قرأت القرآن عليكم (وَلا أَدْراكُمْ بِهِ) يقول : ولا أعملكم به بالقرآن (فَقَدْ لَبِثْتُ) مكثت (فِيكُمْ عُمُراً) أربعين سنة (مِنْ قَبْلِهِ) من قبل القرآن ولم أقل من هذا شيئا (أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٦)) أفليس لكم ذهن الإنسانية أنه ليس من تلقاء نفسى (فَمَنْ أَظْلَمُ) أعتى وأجرأ على الله (مِمَّنِ افْتَرى) اختلق (عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) والقرآن (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ) لا ينجو ولا يأمن (الْمُجْرِمُونَ (١٧)) المشركون من عذاب الله.
(وَيَعْبُدُونَ) كفار مكة (مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُمْ) إن لم يعبدوا فى الدنيا ولا فى الآخرة (وَلا يَنْفَعُهُمْ) إن عبدوا فى الدنيا ولا فى الآخرة (وَيَقُولُونَ هؤُلاءِ) يعنون الأوثان (شُفَعاؤُنا) يشفعون لنا (عِنْدَ اللهِ قُلْ) لهم يا محمد