آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ (٩٨) وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٩٩) وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (١٠٠))
فقال له جبريل : (آلْآنَ) تؤمن بعد الغرق (وَقَدْ عَصَيْتَ) كفرت بالله (قَبْلُ) أى من قبل الغرق (وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٩١)) فى أرض مصر بالقتل والشرك والدعاء إلى غير عبادة الله (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ) نلقيك على النجاة بدرعك (لِتَكُونَ) لكى تكون (لِمَنْ خَلْفَكَ) من الكفار (آيَةً) عبرة لكى لا يقتدوا بمقالتك ويعلموا أنك لست بإله (وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ) يعنى الكفار (عَنْ آياتِنا) عن كتابنا ورسولنا (لَغافِلُونَ (٩٢)) لجاحدون (وَلَقَدْ بَوَّأْنا) أنزلنا (بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ) أرضا كريمة أردن وفلسطين (وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) المن والسلوى والغنائم (فَمَا اخْتَلَفُوا) اليهود والنصارى فى محمد (صلىاللهعليهوسلم) والقرآن (حَتَّى جاءَهُمُ الْعِلْمُ) البيان ما فى كتابهم فى محمد (صلىاللهعليهوسلم) بنعته وصفته (إِنَّ رَبَّكَ) يا محمد (يَقْضِي بَيْنَهُمْ) بين اليهود والنصارى (يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ) فى الدين (يَخْتَلِفُونَ (٩٣)) يخالفون.
(فَإِنْ كُنْتَ) يا محمد (فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ) مما أنزلنا جبريل به ، يعنى القرآن (فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ) يعنى التوراة (مِنْ قَبْلِكَ) عبد الله بن سلام وأصحابه ، فلم يسأل النبى (صلىاللهعليهوسلم) ولم يكن بذلك شاكا إنما أراد الله بما قال لقومه (لَقَدْ جاءَكَ) يا محمد (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) يعنى جبريل بالقرآن من ربك فيه خبر الأولين (فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ (٩٤)) الشاكين (وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ) كتاب الله ورسوله (فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ (٩٥)) من المغبونين بنفسك (إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ) وجبت (عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ) بالعذاب (لا يُؤْمِنُونَ (٩٦)) فى علم الله (وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ) طلبوا منك فلا يؤمنوا (حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (٩٧)) يوم بدر ، ويوم أحد ، ويوم الأحزاب (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ) أهل قرية آمنت عند نزول العذاب (فَنَفَعَها إِيمانُها) يقول : لم ينفع إيمانهم عند نزول العذاب (إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ) نفع إيمانهم (لَمَّا آمَنُوا) حين آمنوا (كَشَفْنا) صرفنا (عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ) الشديد (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى