المثل ، يقول : هل يستوى الكافر مع المؤمن فى الطاعة والثواب (أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٢٤)) أفلا تتعظون بأمثال القرآن فتؤمنوا (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) فلما جاءهم قال لهم : (إِنِّي لَكُمْ) من الله (نَذِيرٌ) رسول مخوف (مُبِينٌ (٢٥)) بلغة تعرفونها (أَنْ لا تَعْبُدُوا) أن لا توحدوا (إِلَّا اللهَ) بأن توحدوا إلا الله (إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ) إنى أعلم بأن يكون عليكم إن لم تؤمنوا (عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (٢٦)) وجيع وهو الغرق.
(فَقالَ الْمَلَأُ) الرؤساء (الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ) من قوم نوح (ما نَراكَ) يا نوح (إِلَّا بَشَراً) آدميا (مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ) آمن بك (إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا) سفلتنا وضعفاؤنا (بادِيَ الرَّأْيِ) ظاهر الرأى الضعيف ، ويقال سوء رأيهم حملهم على ذلك (وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ) بما تقولون تأكلون وتشربون كما نأكل ونشرب (بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ (٢٧)) بما تقولون (قالَ) نوح (يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ) يقول إنى (عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي) على بيان نزل من ربى (وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ) أكرمنى بالنبوة والإسلام (فَعُمِّيَتْ) التبست وإن قرأت فعميت يقول : ألبست (عَلَيْكُمْ) نبوتى ودينى (أَنُلْزِمُكُمُوها) أنلهمكموها ونعرفكموها (وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ (٢٨)) جاحدون (وَيا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) على التوحيد (مالاً) جعلا (إِنْ أَجرِيَ) ما ثوابى (إِلَّا عَلَى اللهِ وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا) بقولكم (إِنَّهُمْ مُلاقُوا) معاينو (رَبِّهِمْ) فيخاصموننى عنده (وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (٢٩)) أمر الله (وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي) من يمنعنى (مِنَ اللهِ) من عذاب الله (إِنْ طَرَدْتُهُمْ) بقولكم (أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٣٠)) أفلا تتعظون بما أقول لكم فتؤمنوا.
(وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً اللهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ (٣١) قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٣٢) قالَ إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللهُ إِنْ شاءَ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (٣٣) وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٣٤) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (٣٥) وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاَّ مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ (٣٦) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (٣٧) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ