مِنَّا) اليوم (فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ) بعد اليوم (كَما تَسْخَرُونَ (٣٨)) اليوم منا (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ) يذله ويهلكه (وَيَحِلُّ عَلَيْهِ) يجب عليه (عَذابٌ مُقِيمٌ (٣٩)) دائم فى الآخرة (حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا) وقت عذابنا (وَفارَ التَّنُّورُ) نبع الماء من التنور ، ويقال : طلع الفجر (قُلْنَا احْمِلْ فِيها) فى السفينة (مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ) من كل صنفين (اثْنَيْنِ) ذكر وأنثى (وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ) وجب عليه (الْقَوْلُ) بالعذاب (وَمَنْ آمَنَ) معك أيضا احمل معك فى السفينة (وَما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (٤٠)) ثمانون إنسانا.
(وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (٤١) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ (٤٢) قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (٤٣) وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٤٤) وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ (٤٥) قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (٤٦) قالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ (٤٧) قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ وَعَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ (٤٨) تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (٤٩) وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ (٥٠))
(وَقالَ) لهم (ارْكَبُوا فِيها) فى السفينة (بِسْمِ اللهِ مَجْراها) حيث تجرى (وَمُرْساها) حيث تحبس ، وإن قرأت مجراها ومرسيها ، يقول : الله مجراها حيث شاء ومرسيها حيث شاء (١)(إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ) متجاوز (رَحِيمٌ (٤١)) لمن تاب (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ) بأهلها (فِي مَوْجٍ) فى غمر الماء (كَالْجِبالِ) كجبل عظيم فى
__________________
(١) من ضم الميم أراد بالله إجراؤها وإرساؤها ، ومن فتحها أراد بالله يكون جريها ويقع رساؤها. انظر : قراءات الآية وتوجيهها فى : السبعة لابن مجاهد (٣٣٣) ، وتفسير الطبرى (١٢ / ٢٧) ، ومختصره (١ / ٢٨٨) ، وزاد المسير (٤ / ١٠٨) ، والبحر المحيط (٥ / ٢٢٥) ، والكشف (١ / ٥٢٨).