الشرك مذموم ليس له مدحة كما أن المشرك مذموم ليس له مدحة ، ويقال : كشجرة خبيثة وهى الحنظلة ليس لها منفعة ولا حلاوة فكذلك الشرك ليس فيه منفعة ولا مدحة (اجْتُثَّتْ) اقتلعت (مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ (٢٦)) من ثبات على وجه الأرض كذلك المشرك ليس له حجة يأخذ بها ، كما أن ليس لشجرة الحنظل أصل تثبت عليه ، ولا يقبل مع الشرك عمل (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) ، والقرآن ، ويقال : آمنوا يوم الميثاق بطيبة الأنفس وهم أهل السعادة (بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ) شهادة أن لا إله إلا الله (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) لكى لا يرجعوا عنها (وَفِي الْآخِرَةِ) يعنى فى القبر إذا سئل عنى (وَيُضِلُّ اللهُ) يصرف الله (الظَّالِمِينَ) المشركين عن قول لا إله إلا الله فى الدنيا لكى لا يقولوا بطيبة النفس ولا فى القبر ولا إذا أخرجوا من القبر وهم أهل الشقاوة (وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ (٢٧)) من الإضلال والتثبيت ، ويقال : من صرف منكر ونكير.
(أَلَمْ تَرَ) ألم تخبر يا محمد (إِلَى الَّذِينَ) عن الذين (بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ) غيروا منة الله بالكتاب والرسل (كُفْراً) بالكفر أى كفروا بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) ، والقرآن وهم : بنو أمية ، وبنو المغيرة ، والمطعمون يوم بدر (وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ) أنزلوا أهل مكة (دارَ الْبَوارِ (٢٨)) دار الهلاك يعنى دار بدر ، ويقال : جهنم ، ثم قال : (جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها) يدخلونها يوم القيامة (وَبِئْسَ الْقَرارُ (٢٩)) المنزل والمصير جهنم (وَجَعَلُوا لِلَّهِ) قالوا : ووصفوا لله (أَنْداداً) أعدالا من الأوثان فعبدوها (لِيُضِلُّوا) بذلك (عَنْ سَبِيلِهِ) عن دينه وطاعته (قُلْ) يا محمد لأهل مكة (تَمَتَّعُوا) عيشوا فى كفركم (فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (٣٠)) يوم القيامة.
(قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ (٣١) اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ (٣٢) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ (٣٣) وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (٣٤) وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ (٣٥) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٦) رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا