دَابَّةٍ) من الجن والإنس أحدا (وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ) يؤجلهم (إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) إلى وقت هلاكهم (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ) وقت هلاكهم (لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً) لا يتركون عن الأجل قدر ساعة (وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (٦١)) لا يهلكون قبل الأجل (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ) يقولون لله البنات ما لا يرضون لأنفسهم (وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ) يقولون بألسنتهم الكذب (أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى) يعنى الذكور ، ويقال : أن لهم الحسنى ، يعنى الجنة ، ويقال : أن لهم الحسنى من أين لهم الجنة (لا جَرَمَ) حقا (أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (٦٢)) متروكون ، ويقال : منسيون ، ويقال : مفرطون بالقول والفعل ، وإن قرأت بكسر الراء (تَاللهِ) والله (لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ) دينهم فلم يؤمنوا (فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ) فى الدنيا وقرينهم فى النار (وَلَهُمْ) فى الآخرة (عَذابٌ أَلِيمٌ (٦٣)) وجيع (وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ) جبريل والقرآن (إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا) خالفوا (فِيهِ) فى الدين (وَهُدىً) من الضلالة (وَرَحْمَةً) من العذاب (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٦٤)) به.
(وَاللهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) مطرا (فَأَحْيا بِهِ) بالمطر (الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) قحطها ويبوستها (إِنَّ فِي ذلِكَ) فى إحياء ما ذكرت (لَآيَةً) لعلامة (لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٦٥)) يطيعون ويصدقون (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ) نخرج (لَبَناً خالِصاً سائِغاً) شهيا (لِلشَّارِبِينَ (٦٦) وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ) يعنى الكروم (تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً) مسكرا وهذا منسوخ ، ويقال : طعاما (وَرِزْقاً حَسَناً) حلالا من الخل والدبس والزبيب وغير ذلك (إِنَّ فِي ذلِكَ) فيما ذكرت لكم (لَآيَةً) لعلامة (لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٦٧)) يصدقون (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) ألهم ربك النحل (أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً) فى الجبال مسكنا (وَمِنَ الشَّجَرِ) وفى الشجر أيضا (وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (٦٨)) يبنون (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ) من ألوان كل الثمرات (فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ) فادخلى طرق ربك (ذُلُلاً) مذللا مسخرا لك (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها) من بطون النحل (شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ) الأحمر والأصفر والأبيض (فِيهِ) فى العسل (شِفاءٌ لِلنَّاسِ) من الداء ، ويقال : فيه فى القرآن شفاء بيان للناس (إِنَّ فِي ذلِكَ) فيما ذكرت (لَآيَةً) لعلامة وعبرة (لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٦٩)) فيما خلقت (وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ) يقبض أرواحكم عند انقضاء آجالكم (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ) أسفل العمر (لِكَيْ لا يَعْلَمَ) حتى لا يفقه (بَعْدَ عِلْمٍ) العلم الأول (شَيْئاً إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ) بتحويل الخلق (قَدِيرٌ (٧٠)) على تحويلهم من حال إلى حال.