مِنْها مُنْقَلَباً (٣٦) قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً (٣٧) لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً (٣٨) وَلَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً (٣٩) فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً (٤٠))
(أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ) مقصورة الرحمن (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ) أى من تحت شجرهم ومساكنهم (الْأَنْهارُ) أنهار الخمر والماء والعسل واللبن (يُحَلَّوْنَ فِيها) يلبسون فى الجنة (مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ) أقلبة ذهب (وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ) ما لطف من الديباج (وَإِسْتَبْرَقٍ) ما ثخن من الديباج (مُتَّكِئِينَ فِيها) جالسين فى الجنة (عَلَى الْأَرائِكِ) فى الحجال (نِعْمَ الثَّوابُ) الجزاء الجنة (وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً (٣١)) منزلا ، يقول : حسنت الدار دار رفقائهم الأنبياء والصالحون (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً) بين لأهل مكة صفة (رَجُلَيْنِ) أخوين فى بنى إسرائيل أحدهما مؤمن وهو يهوذا والآخر كافر وهو أبو فطروس (جَعَلْنا لِأَحَدِهِما) للكافر (جَنَّتَيْنِ) بستانين (مِنْ أَعْنابٍ) من كروم (وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ) أحطناهما بنخل (وَجَعَلْنا بَيْنَهُما) بين البستانين (زَرْعاً (٣٢)) مزرعا (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ) البستانين (آتَتْ أُكُلَها) أخرجت ثمرها كل عام (وَلَمْ تَظْلِمْ) لم تنقص (مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنا خِلالَهُما) وسطهما (نَهَراً (٣٣) وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ) يعنى ثمرة البستان إن قرأت بالنصب ، ويقال : مال إن قرأت بالضم (فَقالَ لِصاحِبِهِ) المؤمن يهوذا (وَهُوَ يُحاوِرُهُ) يفاخره بالمال (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً (٣٤)) أكثر خدما (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ) بستانه (وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ) بالكفر (قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ) أن تهلك (هذِهِ أَبَداً (٣٥) وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً) كائنة (وَلَئِنْ رُدِدْتُ) رجعت (إِلى رَبِّي) كما يقول (لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها) من هذه الجنة (مُنْقَلَباً (٣٦)) مرجعا (قالَ لَهُ صاحِبُهُ) المؤمن (وَهُوَ يُحاوِرُهُ) يراجعه فى كفره (أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ) من آدم ، وآدم من تراب (ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) من نطفة أبيك (ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً (٣٧)) معتدل القامة (لكِنَّا) لكنى أنا أقول (هُوَ اللهُ رَبِّي) خالقى ورازقى (وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً (٣٨)) من الأوثان (وَلَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ) فهلا دخلت (جَنَّتَكَ) بستانك (قُلْتَ ما شاءَ اللهُ) هذا من الله ليس منى (لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ) هذا بقوة الله لا بقوتى (إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً (٣٩)) وخدما فى الدنيا (فَعَسى رَبِّي) وعسى