وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (٨٢) وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً (٨٣) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً (٨٤) فَأَتْبَعَ سَبَباً (٨٥) حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَها قَوْماً قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً (٨٦) قالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكْراً (٨٧) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنا يُسْراً (٨٨) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (٨٩) حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً (٩٠))
(فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما) ولدا (خَيْراً مِنْهُ زَكاةً) صلاحا (وَأَقْرَبَ رُحْماً (٨١)) أوصل رحما فرزق الله لهما جارية فتزوج بها نبى من الأنبياء فولدت نبيا من الأنبياء فهدى الله على يديه أمة من الناس وكان الغلام رجلا كافرا لصا قتالا فمن ذلك قتله الخضر ، وكان اسمه خشفور (وَأَمَّا الْجِدارُ) الذى سويته (فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ) وكان اسمهما أصرم وصريم (فِي الْمَدِينَةِ) فى مدينة أنطاكية (وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما) لوح من الذهب فيه علم وحكمة (وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً) ذو أمانة ، يقال له : كاشح (فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما) أن يحتلما (وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما) يعنى اللوح (رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) نعمة لهما من ربك ، ويقال : وحيا من ربك فعلته (وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي) من قبل نفسى (ذلِكَ تَأْوِيلُ) تفسير (ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (٨٢)) ما لم تصبر عليه (وَيَسْئَلُونَكَ) يا محمد أهل مكة (عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ) عن خبر ذى القرنين (قُلْ) يا محمد لهم (سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ) سأقرأ عليكم (مِنْهُ) من خبره (ذِكْراً (٨٣)) بيانا (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ) مكناه (فِي الْأَرْضِ وَآتَيْناهُ) أعطيناه (مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً (٨٤)) معرفة الطريق والمنازل (فَأَتْبَعَ سَبَباً (٨٥)) فأخذ طريقا (حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ) حيث تضرب (وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) حارة ، ويقال : فى طينة سوداء منتنة إن قرأت بغير الألف (وَوَجَدَ عِنْدَها قَوْماً) كفارا (قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ) ألهمناه (إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ) تقتل حتى يقولوا لا إله إلا الله (وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً (٨٦)) معروفا تعفو عنهم وتتركهم (قالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ) كفر بالله (فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ) فى الدنيا بالقتل (ثُمَّ يُرَدُّ إِلى رَبِّهِ) فى الآخرة (فَيُعَذِّبُهُ) بالنار (عَذاباً نُكْراً (٨٧)) شديدا (وَأَمَّا مَنْ آمَنَ) بالله (وَعَمِلَ صالِحاً) خالصا (فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى) الجنة فى الآخرة (وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنا يُسْراً (٨٨)) معروفا (ثُمَّ أَتْبَعَ