الرَّحْمنُ وَلَداً (٨٨) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا (٨٩) تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا (٩٠))
(وَاتَّخَذُوا) أى عبد أهل مكة (مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً) يعنى الأصنام (لِيَكُونُوا لَهُمْ) يعنى الأصنام (عِزًّا (٨١)) منعة من عذاب الله (كَلَّا) رد عليهم لا يكون لهم منعة من عذاب الله (سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ) سيتبرءون يعنى الأصنام من عبادة الكفار (وَيَكُونُونَ) يعنى الأصنام (عَلَيْهِمْ) على الكفار (ضِدًّا (٨٢)) عونا بالعذاب (أَلَمْ تَرَ) ألم تخبر يا محمد (أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ) سلطناهم (عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (٨٣)) تزعجهم إلى معصية الله إزعاجا وتغريهم إغراء وتشليهم إشلاء (١) (فَلا تَعْجَلْ) فلا تستعجل (عَلَيْهِمْ) بالعذاب (إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (٨٤)) يعنى النفس بعد النفس (يَوْمَ) وهو يوم القيامة (نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ) الكفر والشرك والفواحش (إِلَى الرَّحْمنِ) إلى جنة الرحمن (وَفْداً (٨٥)) ركبانا على النوق (وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ) المشركين (إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً (٨٦)) عطاشا (لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ) لا تشفع الملائكة لأحد (إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ) من اعتقد (عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (٨٧)) بلا إله إلا الله (وَقالُوا) يعنى اليهود (اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً (٨٨)) عزيا (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا (٨٩)) قلتم قولا منكرا عظيما (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ) يتشققن (مِنْهُ) من قولهم (وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ) تصدع الأرض (وَتَخِرُّ الْجِبالُ) تصير الجبال (هَدًّا (٩٠)) كسرا.
(أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً (٩١) وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً (٩٢) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً (٩٣) لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (٩٤) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً (٩٥) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (٩٦) فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا (٩٧) وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً (٩٨))
(أَنْ دَعَوْا) بأن ادعوا (لِلرَّحْمنِ وَلَداً (٩١)) عزيزا ابنا (وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً (٩٢)) عزيز ابنا (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أى ما أحد فى السموات والأرض (إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً (٩٣)) إلا مقرا للرحمن بالعبودية مطيعا له غير الكافر (لَقَدْ أَحْصاهُمْ) حفظهم (وَعَدَّهُمْ عَدًّا (٩٤)) عالم بعددهم (وَكُلُّهُمْ
__________________
(١) انظر : زاد المسير (٦ / ٢٤٧).