الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (١٥١) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ (١٥٢) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (١٥٣) وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ (١٥٤) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٥) الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ (١٥٦) أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (١٥٧) إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ (١٥٨) إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ (١٥٩) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١٦٠))
(كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاً) يقول : اذكرونى كما أرسلت إليكم رسولا (مِنْكُمْ) من نسلكم (يَتْلُوا) يقرأ (عَلَيْكُمْ آياتِنا) يعنى القرآن بالأمر والنهى (وَيُزَكِّيكُمْ) يطهركم بالتوحيد والزكاة والصدقة من الذنوب (وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ) يعنى القرآن (وَالْحِكْمَةَ) الحلال والحرام (وَيُعَلِّمُكُمُ) من الأحكام والحدود وأخبار الأمم الماضية (ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (١٥١)) قبل القرآن ومحمد.
(فَاذْكُرُونِي) بالطاعة (أَذْكُرْكُمْ) بالجنة ويقال : اذكرونى فى الرخاء ، اذكركم فى الشدة (وَاشْكُرُوا لِي) نعمتى (وَلا تَكْفُرُونِ (١٥٢)) لا تتركوا شكرها (١). (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ) على أداء الفرائض وترك المعاصى (وَالصَّلاةِ) وبكثرة صلاة التطوع بالليل والعمل على تمحيص الذنوب (إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (١٥٣)) معين وحافظ وناصر الصابرين على المرازى.
ثم ذكر مقالة المنافقين لشهداء بدر وأحد والمشاهد كلها مات فلان وذهب عنه النعيم والسرور ، ولكى يغتم به المخلصون ، فقال الله : (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ) فى طاعة الله يوم بدر والمشاهد (أَمُوتُ) كسائر الأموات (بَلْ أَحْياءٌ) بل هم كأحياء أهل الجنة فى الجنة يرزقون ويطعمون من التحف (وَلكِنْ لا
__________________
(١) انظر : معانى الفراء (١ / ٩٢) ، والزجاج (١ / ٢١٠) ، وزاد المسير لابن الجوزى (١ / ١٦٠).