أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَنْ يَخافا أَلاَّ يُقِيما حُدُودَ اللهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيما حُدُودَ اللهِ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَعْتَدُوها وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٢٢٩) فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَها فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يَتَراجَعا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيما حُدُودَ اللهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ يُبَيِّنُها لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٢٣٠))
(وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ) نزلت فى مرثد بن أبى مرثد الغنوى الذى أراد أن يتزوج امرأة مشركة تسمى عناق فنهى الله عن ذلك ، فقال : (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ) يقول : لا تتزوجوا المشركات بالله (حَتَّى يُؤْمِنَ) بالله (وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ) يقول : لنكاح أمة مؤمنة (خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ) من نكاح حرة مشركة (وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ) حسنها وجمالها كذلك (وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ) أى لا تزوجوا المشركين بالله (حَتَّى يُؤْمِنُوا) بالله (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ) يقول : تزويجك لعبد مؤمن (خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ) من تزويجك لحر مشرك (وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ) بدنه وقوته (أُولئِكَ) المشركين (يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) يدعون إلى الكفر ، وعمل النار (وَاللهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ) بالتوحيد (وَالْمَغْفِرَةِ) بالتوبة (بِإِذْنِهِ) بأمره (وَيُبَيِّنُ آياتِهِ) أمره ونهيه فى التزويج (لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٢١)) لكى يتعظوا وينتهوا عن تزويج الحرام (١).
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ) نزلت فى شأن أبى الدحداح سأل النبى (صلىاللهعليهوسلم) عن ذلك ، فقال الله لنبيه : ويسألونك عن المحيض [عن] مجامعة النساء (قُلْ) يا محمد (هُوَ أَذىً) قذر حرام (فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ) فاتركوا مجامعة النساء فى المحيض (وَلا تَقْرَبُوهُنَ) بالجماع (حَتَّى يَطْهُرْنَ) من الحيض (فَإِذا تَطَهَّرْنَ) واغتسلن (فَأْتُوهُنَ) جامعوهن (مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ) من حيث رخص لكم الله قبل ذلك فى الفروج (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ) الراجعين عن الذنوب (وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (٢٢٢)) من الذنوب والأدناس (٢) (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) يقول : فروج نسائكم مزرعة لأولادكم (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ) مزرعتكم (أَنَّى شِئْتُمْ) كيف شئتم مقبلة
__________________
(١) انظر : أسباب النزول للواحدى (٦٥) ، والعجاب للحافظ (١ / ٥٤٧).
(٢) انظر : أسباب النزول للواحدى (ص ٦٦) ، والدر المنثور (١ / ٦١٦) ، واللباب (٤٢ ، والعجاب (١ / ٥١١).