أو مدبرة إذا كان فى صمام واحد (وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ) من ولد صالح (وَاتَّقُوا اللهَ) اخشوا الله فى أدبار النساء ومجامعتهن فى المحيض (وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ) معاينوه بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (٢٢٣)) يقول : وبشر يا محمد المؤمنين المتقين عن أدبار النساء ومجامعتهن فى المحيض بالجنة (١).
(وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ) نزلت فى شأن عبد الله بن رواحة إذ حلف بالله أن لا يحسن إلى أخته وزوجه ولا يكلمهما ، ولا يصلح بينهما فنهاه الله عن ذلك ، فقال : ولا تجعلوا الله عرضة علة لأيمانكم ، أى لا تحلفوا بالله (أَنْ تَبَرُّوا) أن لا تبروا (وَتَتَّقُوا) وأن لا تتقوا عن قطيعة الرحم (وَتُصْلِحُوا) وأن تصلحوا (بَيْنَ النَّاسِ) يقول : ارجعوا إلى ما هو خير لكم وكفروا عن يمينكم ، ويقال : أن لا تبروا أى لا تحسنوا إلى أحد وتتقوا ، أى يقول : اتقوا عن الحلف بالله فى ترك الإحسان ، وتصلحوا أصلحوا بين الناس (وَاللهُ سَمِيعٌ) بيمينكم لترك الإحسان (عَلِيمٌ (٢٢٤)) بنياتكم وبكفارة اليمين (٢).
(لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ) يقول : بكفارة أيمانكم بقولكم : لا والله ، وبلى فى الشراء ، وغير ذلك من اللغو (وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ) تضمر قلوبكم بذلك (وَاللهُ غَفُورٌ) رحيم لأيمانكم باللغو (حَلِيمٌ (٢٢٥)) إذ لم يعجلكم بالعقوبة ، ويقال : اللغو يمين على المعصية ، فإن تركه وكفر عن يمينه لا يؤاخذه ، وإن فعل يؤاخذه (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ) يتركون مجامعة نسائهم بالحلف لا يقربها أربعة أشهر ، أو فوق ذلك (٣) ، (تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ) يقول : انتظار أربعة أشهر (فَإِنْ فاؤُ) فإن جامعوا قبل أربعة أشهر (فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ) بيمينهم إن تابوا (رَحِيمٌ (٢٢٦)) إذ بين كفارتهم (وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ) حققوا الطلاق وبروا يمينهم (فَإِنَّ اللهَ سَمِيعٌ) ليمينه (عَلِيمٌ (٢٢٧)) بما بانت امرأته منه بتطليقة واحدة بعد أربعة أشهر وبكفارة يمينه ، نزل ذلك فى رجل يحلف بالله أن لا يقرب امرأته بالجماع أربعة أشهر ، أو فوق
__________________
(١) انظر : العجاب للحافظ (١ / ٥٣٣) ، صحيح مسلم (١ / ٢٤٦) ، وأسباب الواحدى (ص ٦٧) ، وتفسير الطبرى (٢ / ٢٤٩) ، ومعانى الزجاج (١ / ٢٩٤) ، وزاد المسير (١ / ٢٥٦) ، وتفسير القرطبى (٣ / ١٠٢).
(٢) انظر : صحيح البخارى (٨ / ١٨٩ فتح) ، ومسلم (٢ / ١٠٥٨) ، والدر المنثور (١ / ٦٢٦ ، ٦٢٧) ، والعجاب للحافظ (١ / ٥٦٦) ، والواحدى (ص ٧٠).
(٣) انظر : أسباب النزول للواحدى (٧٢) ، والعجاب (١ / ٥٧٦) ، وتفسير عبد الرزاق (ص ٢٨).