اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (٢٤٩) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (٢٥٠) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللهِ وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَآتاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ (٢٥١))
(وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ) بالإحسان والفضل (حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (٢٤١)) وليس بواجب ، لأنه فضل على المهر على وجه الإحسان (كَذلِكَ) هكذا (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ) أمره ونهيه كما بين هذا لكم (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٢٤٢)) ما أمرتم به.
ثم ذكر خبر غزاة بنى إسرائيل ، فقال : (أَلَمْ تَرَ) ألم تخبر يا محمد فى القرآن (إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) من منازلهم لقتال عدوهم (وَهُمْ أُلُوفٌ) ثمانية آلاف فجبنوا عن القتال (حَذَرَ الْمَوْتِ) مخافة القتل (فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا) فأماتهم الله مكانهم (ثُمَّ أَحْياهُمْ) بعد ثمانية أيام (إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ) لذو من (عَلَى النَّاسِ) على هؤلاء بإحيائهم (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (٢٤٣)) شكر الحياة.
ثم قال لهم الله بعد ما أحياهم : (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) فى طاعة الله مع عدوكم (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ سَمِيعٌ) لمقالتكم (عَلِيمٌ (٢٤٤)) بنياتكم وعقوبتكم إن لم تفعلوا ما أمرتم به.
ثم حث المؤمنين على الصدقة ، فقال : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) فى الصدقة محتسبا صادقا من قلبه (فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) بواحدة الحسنة سبعمائة ، ومن سبعمائة إلى ألفى ألف (وَاللهُ يَقْبِضُ) يقتر (وَيَبْصُطُ) يوسع المال على من يشاء فى الدنيا (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٤٥)) فتجزون بأعمالكم ، نزلت هذه الآية فى رجل من الأنصار يكنى أبا الدحداح (١).
__________________
(١) انظر : تفسير مقاتل بن سليمان ـ بتحقيقنا ـ ط ـ دار الكتب العلمية ، والعجاب للحافظ (١ / ٦٠٢) والدر المنثور (١ / ٧٤٦).