(أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ) ألم تخبر عن قوم (مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ) أشمويل (ابْعَثْ لَنا مَلِكاً) بين لنا ملك الجيش (نُقاتِلْ) بأمره مع عدونا (فِي سَبِيلِ اللهِ) فى طاعة الله (قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ) أتقدرون ، وإن قرأت بخفض السين ، يقول : أحسبتم (١)(إِنْ كُتِبَ) إن فرض (عَلَيْكُمُ الْقِتالُ) مع عدوكم (أَلَّا تُقاتِلُوا) عدوكم (قالُوا وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ) قالوا : ولم لا نقاتل العدو (فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا) من منازلنا (وَأَبْنائِنا) وسبى ذرارينا (فَلَمَّا كُتِبَ) أوجب (عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا) أعرضوا عن قتال عدوهم (إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ) ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٢٤٦)) الذين تولوا عن قتال عدوهم.
(وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ) أشمويل (إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ) قد بين لكم (طالُوتَ مَلِكاً) ملك عليكم (قالُوا أَنَّى يَكُونُ) من أين يكون (لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا) وليس هو من سبط الملوك (وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ) لأنا من سبط الملوك (وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ) ليس له سعة المال لينفق على الجيش (قالَ) أشمويل (إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ) اختاره بالملك وملكه (عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً) فضيلة (فِي الْعِلْمِ) علم الحرب (وَالْجِسْمِ) الطول والقوة (وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ) يعطى ملكه (مَنْ يَشاءُ) فى الدنيا ، وإن لم يكن من سبط الملك (وَاللهُ واسِعٌ) بالعطية (عَلِيمٌ (٢٤٧)) لمن يعطى ، قالوا : ليس ملكه من الله بل أنت ملكته علينا (وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ) أشمويل (إِنَّ آيَةَ) علامة (مُلْكِهِ) أنه من الله (أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ) هو أن يرد عليكم التابوت الذى أخذ منكم (فِيهِ سَكِينَةٌ) رحمة وطمأنينة (مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ) يعنى كتاب موسى (مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى) ترك ألواحه وعصاه (وَآلُ هارُونَ) مما ترك هارون رداؤه وعمامته تحت الملائكة (تَحْمِلُهُ) تسوقه (الْمَلائِكَةُ) إليكم (إِنَّ فِي ذلِكَ) فى رد التابوت إليكم (لَآيَةً) علامة (لَكُمْ) أن ملكه من الله (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٤٨)) مصدقين ، فلما رد إليهم التابوت قبلوا وخرجوا معه.
(فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ) خرج طالوت (بِالْجُنُودِ) بالجيش والجنود ، فأخذ يمشى
__________________
(١) انظر : معانى القراءات للأزهرى (ص / ٨١).