الأصنام (وَيُؤْمِنْ بِاللهِ) ويصدق بما جاء منه (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى) فقد أخذ بالثقة بلا إله إلا الله (لَا انْفِصامَ لَها) لا انقطاع ولا زوال ولا هلاك ، ويقال : لا انقطاع لصاحبها عن نعيم الجنة ، ولا زوال عن الجنة ولا هلاك بالبقاء فى النار (وَاللهُ سَمِيعٌ) لهذه المقالة (عَلِيمٌ (٢٥٦)) بتوارثها وبقائها.
(اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا) حافظ وناصر الذين آمنوا ، يعنى عبد الله بن سلام وأصحابه (يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) وقد أخرجهم من الكفر إلى الإيمان (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) يعنى كعب بن الأشرف وأصحابه (أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ) الشيطان (يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ) يدعونهم من الإيمان إلى الكفر (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ) أهل النار (هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٥٧)) لا يموتون ولا يخرجون منها أبدا (أَلَمْ تَرَ) ألم تخبر (إِلَى الَّذِي) عن الذى (حَاجَ) حاج (إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ) أى خاصم إبراهيم فى دين ربه (أَنْ آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ) يعنى أعطاه الله الملك وهو نمرود بن كنعان (إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ) يحيى للبعث ويميت فى الدنيا (قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ) له ائتنى ببيان ذلك ، قال : فأتى برجلين من السجن فقتل واحدا وترك واحدا ، وقال : هذا بيان ذلك ، قال إبراهيم : (فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ) من نحو المشرق (فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ) من نحو المغرب (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ) خصم وقصم وخسر الذى كفر (وَاللهُ لا يَهْدِي) إلى الحجة (الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٢٥٨)) الكافرين يعنى نمرود (١).
(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ) يقول : وإلى الذى مر على قرية تسمى دير هرقل ، وهو عزير بن شرحيا مر على قرية (وَهِيَ خاوِيَةٌ) ساقطة (عَلى عُرُوشِها) على سقوفها (قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها) يقول : كيف يحيى الله أهل هذه القرية بعد موتهم (فَأَماتَهُ اللهُ) مكانه فكان ميتا (مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ) أحياه فى آخر النهار (قالَ) الله (كَمْ لَبِثْتَ) مكثت يا عزيز (قالَ لَبِثْتُ) مكثت (يَوْماً) ثم نظر إلى الشمس وقد بقى منها شىء ، فقال : (أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ) الله (بَلْ لَبِثْتَ) مكثت ميتا (مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ) التين والعنب
__________________
(١٦١) ، وزاد المسير لابن الجوزى (١ / ٣٠٥) ، والمصفى له (٢٠١) ، وتفسير القرطبى (١ / ٢٨٠).
(١) انظر : تفسير الطبرى (٣ / ١٦) ، وزاد المسير (١ / ٣٠٧) ، وتفسير ابن كثير (١ / ٣١٣).