يتخبله (الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ) من الجنون (ذلِكَ) التخبل علامة أكل الربا فى الآخرة (بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا) الزيادة فى آخر البيع بعد ما حل الأجل كالزيادة فى أول البيع إذا بعت بالنسيئة (وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ) الزيادة الأولى (وَحَرَّمَ الرِّبا) الزيادة الأخيرة (فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ) نهى من ربه عن الربا (فَانْتَهى) عن الربا (فَلَهُ ما سَلَفَ) فليس عليه ما مضى قبل التحريم (وَأَمْرُهُ) فيما بقى من عمره (إِلَى اللهِ) إن شاء عصمه ، وإن شاء خذله (وَمَنْ عادَ) بعد التحريم إلى قوله وإنما البيع مثل الربا (١)(فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ) أهل النار (هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٧٥)) دائمون إلى ما شاء الله إذا كانوا مخلصين (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا) يهلك ويذهب بركته فى الدنيا والآخرة (وَيُرْبِي) يقل ويضاعف (الصَّدَقاتِ) الواجبة والتطوع إذا كانا لله (وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ) كافر جاحد بتحريم الربا (أَثِيمٍ (٢٧٦)) فاجر بأكله (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) بالله ورسله وكتبه وبتحريم الربا (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الطاعات فيما بينهم وبين ربهم وتركوا الربا (وَأَقامُوا الصَّلاةَ) أتموا الصلوات الخمس بما يجب فيها (وَآتَوُا الزَّكاةَ) أعطوا زكاة أموالهم (لَهُمْ أَجْرُهُمْ) ثوابهم (عِنْدَ رَبِّهِمْ) فى الجنة (وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) إذا ذبح الموت (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٧٧)) إذا أطبقت النار.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) يعنى ثقيفا مسعودا وخبيبا وعبد ياليل وربيعة (اتَّقُوا اللهَ) اخشوا الله فى الربا (وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا) اتركوا ما بقى لكم من الربا على بنى مخزوم (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٧٨)) إذا كنتم مصدقين بتحريم الربا (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا) لم تتركوا الربا (فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) فاستعدوا لعذب من الله فى الآخرة بالنار والعذاب من رسول فى الدنيا بالسيف (وَإِنْ تُبْتُمْ) من الربا (فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ) التى لكم على بنى مخزوم (لا تَظْلِمُونَ) على أحد إذ لم تطلبوا الزيادة (وَلا تُظْلَمُونَ (٢٧٩)) لا يظلمكم أحد إذا أعطوكم رءوس أموالكم ويقال : لا تظلمون لا تنقصون ، ولا تظلمون : لا تنقصون بديونكم (وَإِنْ كانَ) بديونكم بنى مخزوم (ذُو عُسْرَةٍ) ذو شدة (فَنَظِرَةٌ) فأجلوهم (إِلى مَيْسَرَةٍ) إلا أن يوسروا (وَأَنْ تَصَدَّقُوا) عليهم برءوس أموالكم فهو (خَيْرٌ لَكُمْ) من الأخذ والتأخير (إِنْ كُنْتُمْ) إذا كنتم (تَعْلَمُونَ (٢٨٠))
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٣ / ٦٩) ، وزاد المسير (١ / ٣٣١) ، والقرطبى (٣ / ٣٦١).