عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (١٦٠) قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٦١) قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٦٢) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (١٦٣) قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (١٦٤) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٦٥))
(هَلْ يَنْظُرُونَ) أي : ما ينظر هؤلاء المكذبون (إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ) أي : لقبض أرواحهم أو بالعذاب ، وقرأ حمزة والكسائي بالياء على التذكير والباقون بالتاء على التأنيث (أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ) أي : أمره بالعذاب (أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ) أي : علامات (رَبُّكَ) الدالة على الساعة كطلوع الشمس من مغربها ، وعن حذيفة والبراء بن عازب : «كنا نتذاكر الساعة إذ طلع علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : ما تتذاكرون؟ قلنا : كنا نتذاكر الساعة ، فقال : «إنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات : الدخان ودابة الأرض وخسفا بالمشرق وخسفا بالمغرب وخسفا بجزيرة العرب والدجال وطلوع الشمس من مغربها ويأجوج ومأجوج ونزول عيسى ونارا تخرج من عدن» (١)(يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ) وهو طلوع الشمس من مغربها كما في حديث الصحيحين (لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ) صفة نفسا (أَوْ) نفسا لم تكن (كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً) أي : طاعة لا ينفعها توبتها قال صلىاللهعليهوسلم : «يدا الله مبسوطتان لمسيء الليل ليتوب بالنهار ولمسيء النهار ليتوب بالليل حتى تطلع الشمس من مغربها» (٢) وقال صلىاللهعليهوسلم : «من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه» (٣) وقال صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الله جعل بالمغرب بابا مسيرة عرضه سبعون عاما للتوبة لا يغلق ما لم تطلع الشمس من قبله» (٤) وقال صلىاللهعليهوسلم : «ثلاث إذا خرجن فلا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل الدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها» (٥).
(قُلِ انْتَظِرُوا) بعض هذه الأشياء (إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) ذلك وحينئذ لنا الفوز عليكم ولكم الويل (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ) أي : بددوه فآمنوا ببعض وكفروا ببعض وافترقوا فيه قال صلىاللهعليهوسلم : «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة» (٦) رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححاه وفي بعض الروايات قالوا : من هم يا رسول الله؟ قال :
__________________
(١) أخرجه مسلم في الفتن حديث ٢٩٠١ ، وأبو داود في الملاحم حديث ٤٣١١ ، وابن ماجه في الفتن حديث ٤٠٤١.
(٢) أخرجه المتقي الهندي في كنز العمال ١٠٢٥٢ ، وابن أبي شيبة في المصنف ١٣ / ١٨١ ، وابن أبي عاصم في السنة ١ / ٢٧٣ ، ٢٧٤.
(٣) أخرجه مسلم في الذكر حديث ٢٧٠٣.
(٤) أخرجه الترمذي في الدعوات حديث ٣٥٣٦.
(٥) أخرجه مسلم في الإيمان حديث ١٥٨ ، والترمذي في التفسير حديث ٣٠٧٢.
(٦) أخرجه أبو داود حديث ٤٥٩٦ ، وابن ماجه حديث ٣٩٩٢ ، وأحمد في المسند ٢ / ٣٣٢ ، والبيهقي في السنن الكبرى ١٠ / ٢٠٨ ، والطبراني في المعجم الكبير ١٨ / ٧٠.