(لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) : الجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها. اللام واقعة في جواب القسم المحذوف. نسألنّ : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. ونون التوكيد لا محل لها و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. أجمعين : توكيد لضمير الغائبين «هم» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض عن حركة المفرد .. وفي السؤال تقريع ووعيد لهم أي للذين جزّءوا القرآن.
** (وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والسبعين .. أصحاب الأيكة : هم قوم شعيب. و «الأيكة» : الغيضة : وهي مجتمع الشجر الكثيف الكثير الملتف على بعضه بين ساحل البحر الأحمر ومدين.
** (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثمانين .. والحجر : هي منازل ثمود عند وادي القرى. وقيل : أصحاب الحجر : هم ثمود. و «الحجر» هو واديهم وقيل : أول من نحت الجبال والصخور والرخام هم «ثمود» وبنوا ألفا وسبعمائة مدينة كلّها من الحجارة كقوله تعالى في سورة «الفجر» : (وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ) أي قطعوا صخر الجبال واتخذوا فيها بيوتا كقوله تعالى (وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً) وفي الآية الكريمة المراد بالمرسلين ـ أي الرسل ـ هم «صالح» عليهالسلام وجاء بصيغة الجمع لأن تكذيب رسول هو تكذيب لباقي الرسل.
** (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والثمانين. التقدير : فأخذتهم صيحة العذاب الشديد وقت الصباح أي وهم داخلون في الصباح وبعد حذف المضاف إليه «العذاب» عوض المضاف «صيحة» عن المضاف إليه بالألف واللام.
** (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الخامسة والثمانين .. المعنى : فاعف العفو الجميل. يقال : صفح عن الذنب ـ يصفح ـ صفحا ـ من باب «نفع» بمعنى : عفا عنه .. وصفح عن الأمر : بمعنى : أعرض عنه وتركه. وصفحت الكتاب وتصفّحته : أي قلبت صفحاته وهي وجوه الأوراق. و «الصفح» من كل شيء : هو جانبه.
** (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والثمانين .. المعنى : ولقد منحناك سبعا أي سبع آيات من التي تثنّى وهي الفاتحة وقيل سبع سور وهي الطوال وسابعها الأنفال والتوبة. والمثاني : من التثنية فإنّ كلّ ذلك مثنّى تكرر قراءته في كل ركعة. وعطف «القرآن» على «سبعا» وهو عطف عام ـ كلّ ـ على خاص ـ جزء ـ وبعد حذف المضاف إليه «آيات .. أو سور ..» نوّن آخر «سبع» فصار «سبعا».
** (وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الثامنة والثمانين بمعنى : وتواضع للمؤمنين .. لأنّ «خفض الجناح» هو كناية عن التواضع بلين ورفق. والفعل «خفض» من باب «ضرب».