(وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (٩٩)
(وَاعْبُدْ رَبَّكَ) : معطوف بالواو على «سبح» ويعرب إعرابه. ربّك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة أي ودم على عبادة ربّك.
(حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) : حرف غاية وجر بمعنى : إلى أن. يأتيك : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد «حتى» وعلامة نصبه الفتحة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم. اليقين : فاعل مرفوع بالضمة. والجملة الفعلية «يأتيك اليقين» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحتّى والجار والمجرور متعلق باعبد.
** (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والتسعين .. المعنى : جعلوه أجزاء. و «عضين» جمع «عضة» وأصلها : عضوة على وزن «فعلة» وعن عكرمة : العضة : بمعنى : السحر بلغة قريش يقولون للساحر : عاضهة. وقيل : العضة. هي القطعة من الشيء والجزء منه ولامها واو محذوفة. والأصل : عضوة والجمع : عضون .. على غير قياس مثل «سنين».
** (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والتسعين .. أي فاجهر بما تؤمر .. قال الفيومي : هذا القول الكريم فعله من باب «نفع» نحو : صدعت الشيء ـ أصدعه ـ صدعا : أي شققته فانصدع وصدعت القوم صدعا فتصدعوا بمعنى : فرّقتهم فتفرّقوا والقول الكريم مأخوذ من هذا المعنى : أي شقّ جماعاتهم بالتوحيد وقيل : افرق بذلك بين الحق والباطل. وقيل : أظهر ذلك. ومنه : صدعت بالحق : أي تكلمت به جهارا.
** (إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة الخامسة والتسعين .. المعنى : إنّا كفيناك شرّ المستهزئين من المشركين المكّيين وهم خمسة من رؤساء مكة : الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسود بن المطلب والأسود بن عبد يغوث والحارث بن الطلاطلة كفاهم الله بالإهلاك جميعا في يوم واحد. وبعد حذف المضاف «شر» أقيم المضاف إليه «المستهزئين» مقامه.
** (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) : هذا القول الكريم ورد في آخر الآية الكريمة السادسة والتسعين وفيه حذف مفعول «يعلمون» اختصارا التقدير : فسوف يعلمون أنّهم ضالّون أو فسوف يعلمون عاقبة أمرهم في الدارين.
** (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والتسعين .. أي متى يأتيك الموت .. سمّي باليقين لأنه أمر حتميّ أي حتم يقين .. فدم على عبادة ربك ولا تخلّ بالعبادة.