** (وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الثالثة والثمانين والمخاطب هو الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أي ويسالك مشركو مكة.. وقيل : سأله اليهود امتحانا له عن ذي القرنين. وهو الاسكندر المقدوني كما قيل لأنه لم يعلم في تاريخ البشر من تنطبق عليه أكثر الصفات التي ذكرها الكتاب الكريم غير الاسكندر. وجاء في المصادر : ولد الاسكندر الملقّب بذي القرنين في مقدونية سنة ست وخمسين وثلاثمائة قبل الميلاد وتوفّي في بابل سنة أربع وعشرين وثلاثمائة قبل الميلاد.. تعلم على أرسطو.. خلف أباه فيليس وعزم على فتح امبراطورية الفرس فانتصر عليهم ثم في سواحل فينيقيا بعد أن حاصر صور سبعة أشهر ثم في مصر حيث أسّس الاسكندرية عام اثنين وثلاثين وثلاثمائة قبل الميلاد.. وتتبع داريوس في العراق فانتصر عليه في كوكا ميل بالقرب من أربيل وتابع زحفه إلى أطرف فارس وتجاوزها إلى ضفاف نهر السند. وذو القرنين من أعظم الغزاة وأشجعهم سمّي بذلك لأنه كانت له ذؤابتان يضفرهما في قرني رأسه فيرسلهما وقيل : لقب بذي القرنين لبلوغه قرني الشمس في مطلعها ومغربها. وقيل هو الملك الفارسي الصالح قورش.
** (قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً) : المعنى : سأتلو عليكم من بعض أخباره قرآنا منزّلا من الله تعالى. وقيل الضمير في «منه» عائد إلى ذي القرنين وقيل : عائد إلى الله تعالى.. يقال : تلوت القرآن أتلوه تلاوة : أي قرأته.. وتلوت الرجل أتلوه تلوّا : أي تبعته.. والفعل من باب «سما ـ يسمو ـ سموّا».
** (إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السادسة والثمانين وفيه حذف مفعول «تعذب» اختصارا أي تعذب هؤلاء الكفرة أو تتخذ طريقة حسنة في معاملتهم.
(فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً) (٩٧)
(فَمَا اسْطاعُوا) : الفاء استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. اسطاعوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة أي فما استطاعوا وحذفت التاء لخفتها لأنها قريبة المخرج من الطاء.. وقرئ فما اصطاعوا بقلب السين صادا أي ما استطاع يأجوج ومأجوج. أي أن يعلوه بالصعود.
(أَنْ يَظْهَرُوهُ) : أن حرف مصدري ناصب. يظهروه : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية «يظهروه» صلة حرف مصدري لا محل لها. و «أن» وما تلاها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل «اسطاع» وبمعنى : فما أطاقوا صعوده إذا جعل الفعل «اسطاع» متعديا أما إذا جعل